صالح الشايجي
من «الحلم العربي» المزعج، الى «الضمير العربي» الميت رحلة مداها سنوات من الغش والخداع وتوسل حبال الهواء من اجل الصعود الى المجد!
اما «الحلم العربي» فهو انشودة عربية ساذجة، قميئة المعاني، رديئة الكلمات ركيكة اللحن، تعالت فيها اصوات المنشدين العربان عن ذلك «الحلم العربي» او «الكابوس العربي» الذي استطاع منتجه الشاطر ان يحصد من ورائه ما حصد من مال ومجد، بعدما ضحك على ذقون من اصطف في صفه وراح يردد بأعلى صوته ما طلب منه ترديده! وانتهى الموال!
كان ذلك منذ سنوات وجاءت الحجارة ترجم ذلك العمل المتهافت من كل حدب وصوب للسذاجة والاستغلال الواضحين فيه، ولكن وبما ان النسيان رحمة للانسان ونعمة، ولكنه يتحول - احيانا - الى هلاك ونقمة، فقد قرأنا قبل ايام، ان صاحب «الحلم العربي» الذي - وكما يبدو - ينام كثيرا فيرى الاحلام تنسلّ من الاحلام، قد افاق اخيرا وصحا واستيقظ، وايقظ معه «الضمير العربي»، ويقظة «الضمير العربي» قد انست الناس «الحلم العربي»، وبالذات كوكبة الفنانين العربان، الذين استطاع داهية «الحلم العربي» وعرابه، جمعهم من جديد ليخيطوا لنا ثوب «الضمير العربي» ولترجع «حليمة الى عادتها القديمة» و«كأنك يا بوزيد ما غزيت»! او «لا طبنا ولا غدا الشر»!
«الضمير العربي» حيلة جديدة ووسيلة مستحدثة للضحك على ذقون العربان واستغلال اوضاعهم المزرية والتكسب على تخلفهم وجهلهم بواقعهم وبالواقع العام الذي يحيونه، ولن يكون بأي حال من الاحوال، افضل من ذلك «الحلم العربي» او «الكابوس العربي» الذي صور لنا «صدام حسين» البطل والمناضل والمجاهد، الذي يحلم العربي بيوم تشرق فيه الشمس ليراه على حصانه متقدما الصفوف لتحرير «فلسطين» و«الاحواز» و«الاسكندرونة» و«الاندلس»!
اما «الضمير العربي» فسوف يحزن على ذلك «البطل الحلم» الذي ضُحي به في يوم «النحر»!