صالح الشايجي
«يا الله لا تعاجبنا» - هكذا تحدث الأقدمون الكويتيون - ونحن مازلنا نردد حديثهم، رافعين الأكف معهم متضرعين الى الله سبحانه وتعالى بـ «الا يعاقبنا»، وهو الترجمة الحرفية لقول الأقدمين «يا الله لا تعاجبنا»!
والحمدلله بكرة وأصيلا، فهو لم يعاقبنا لأننا ما أذنبنا ولا أخطأنا، بل نحن من الحامدين الشاكرين على الدوام، ولكن حكومتنا الموقرة الرشيدة، هي التي عاقبتنا وتعاقبنا، وسأتخلى عن صيغة الجمع «نحن» لأتحدث بصيغة الفرد «أنا»!
الحدث والحديث والحادثة تتلخص فيما كتبته مطلع هذا الاسبوع يوم السبت، عن هاتفي المنزلي المعطل قبل اسبوع من كتابتي عنه، أي انه الآن قد قضى في رحلة الانقطاع قرابة اسبوعين، سادرا في غيّه لا يهتدي!
وبما ان حكومتنا «ما تقصر» فقد اتصلت بي احدى الاخوات من ادارة العلاقات الخارجية في وزارة المواصلات لتبدي اهتمامها بما كتبت وان هاتفي في طريقه - بإذن واحد أحد فرد صمد - الى الانطلاق من جديد، فأمطرتها شكرا لها ولوزارتها الموقرة ولأم وزارتها الموقرة، اي الحكومة الموقرة، على هذا الاهتمام «العظيم» فلا يضام مواطن مادامت عندنا هذه الحكومة، «اللي ما يغلبها غلاب ولا يقلبها قلاب»، وقبل اتصال الاخت كنت قد ارسلت مندوبا الى قسم «الشكاوى» ليبلغهم النبأ الحزين مطالبا بتعديل ما أفسده الدهر، ولما تكلمت مع الموظف المختص الذي ابدى هو ايضا تعاطفه معي ومع حالتي وحسرتي وانكساري وذلي وهواني وحراجة وضعي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي، نتيجة هذا الهاتف المعطل، لم اقصر معه بالشكر والدعاء والرجاء له ولحكومته الموقرة على سرعة الاهتمام والتجاوب السريع وتحسس مشاكل المواطنين وسرعة اتخاذهم القرار المنقذ.
كانت تلك هي التفاصيل، واليكم الآن الموجز:
مازال الهاتف معطلا!
وبهذا تنتهي نشرة الأخبار الثانية لهذا «الهاتف» المعطل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.