صالح الشايجي
دقت أجراس السنة الحادية والثلاثين من عمر هذا القلم.
2/8/1977 كانت المقالة الاولى في هذه الزاوية «بلا قناع».
كسرت مرايا العمر، عمر القلم، عمر الكاتب، عمر المكتوب! لست أراني في مرآة عمرها ثلاثون سنة اصبّح عليها وامسّي، اسجن داخلها ذاتي ونفسي وقلمي وكتاباتي.
تعددت توجهاتي حسب ما يمليه علي الزمن، فأنا كائن حي متحرك، لا أحب أن أراوح مكاني، ولا أحب أن استلهم الماضي او اجعله استاذي ومعلمي، لأن الماضـي - عــندي - لا يتجاوز ذكرى جميلة او مريرة، لا ينفعني جمالها الا من حيث هو جمال قابع في ذاكرتي تزهو به نفسي، ولا تلزمني مرارتها بتذوقها كل يوم!
بدأت الكتابة وكانت الكتابة - آنذاك - فروسية بمتطلباتها الفنية والنفسية، فالميدان فسيح والخيل مسرجة، فإن كنت فارسا فمرحى بك في مضمار السباق، وإن لم تكن فاقبع بين المتفرجين، واترك صهوة الجواد لمن يحسن الركوب عليه!
كنت، ومازلت أرى الكتابة فعلا خاصا، لا يغشاه العامة والمتكئون على رماد الأزمنة واصحاب الحناجر الرنانة، فإما ان تكون ذا حنـجرة او أن تكون صاحب قلم.
جمال الكلمة لا يشبهه جمال آخر، جمال المرأة جميل ولكن جمال الكلمة أجمل، جمال الطبيعة جميل ولكن جمال الكلمة أجمل، جمال كل شيء في الحياة جميل ولكن جمال الكلمة أجمل.
وبالأجمل، ومن خلال الأجمل وبتيسير من تلك الجميلة، نلتقي غدا، فنكمل الأجمل.