صالح الشايجي
حالة الاستسلام والقبول والتسليم بكل ما يفرض علينا من قرارات وقوانين وتعليمات وافشاء ثقافة مغايرة معادية للإنسانية ومتصادمة مع التطور الطبيعي للمجتمعات، هذه الحالة يجب ان تتوقف ولابد للمجتمع المدني بمؤسساته ومكوناته كافة ان يتصدى لها ويقف ضدها، كما يتعين علينا كأفراد متضررين من مثل تلك الثقافة الجائرة بما فيها من قرارات وقوانين واجراءات، الا نرفع راية الاستسلام والخنوع والذلة والاستجابة لتلك الآلة المدمرة!
ان كان الفاعل لكل ذلك والجاني هما مجلس الأمة والحكومة، فهذا لا يعني تغييب دور الناس أو ان تكون النتيجة الوحيدة هي التسليم لمثل تلك الامور القاتلة والمقيدة لحركة المجتمع والمانعة لتطوره الطبيعي، بل ان علينا كمجاميع بشرية، هي المتضررة بالأساس وهي الدافعة لثمن تلك القرارات والقوانين التي اقل ما يقال فيها انها سخيفة ومعادية للبشرية ومتناقضة مع التطور الطبيعي للمجتمعات، ان نقف ضد هذه الاجراءات والقوانين التعسفية، وان نحيي الروح القتالية السلمية في نفوسنا وألا نسلم بأن هذه هي الديموقراطية، وعلينا الاقرار الواجب بنتائجها!
واهم، بل كاذب من يقول ان الديموقراطية في الكويت قُدمت للكويتيين على طبق من ذهب او فضة أو حتى من حديد، بل ان الكويتيين قدموا ارواحا ودفعوا ثمن حريتهم ودخلوا سراديب ليل مظلم في سبيل هذه الديموقراطية، ولم تكن هبة ساقها القدر الرحيم، لذلك ليس مقبولا ان تكون تلك الديموقراطية نهبا وعبثا في ايدي بعض ممن لم يدفعوا لها ثمنا ولم يعانوا في سبيلها ولم يقدموا لها شيئا من ارثهم، ولكنهم استغلوها وتسلقوا حبالها ليرجمونا بوابل من تلك القوانين الجائرة.
ان ضمائر الكويتيين - إلا الرابحين في سوق «مجلس الأمة» - تتمنى تعطيل الحياة البرلمانية وتصويب مسارها حتى تنضج ثمارها وحتى ينعم الكويتيون بالديموقراطية الحقيقية التي دفع آباؤهم ثمنا لها من ارواحهم وحرياتهم، وكفانا عبثا بمصير بلادنا.
لا يكفي ان نلقي باللوم على مجلس الأمة والحكومة ونستسلم لهما، لأنهما طارئان ونحن الثابتون، ان الشعوب والأوطان هي الثابتة، أما المؤسسات الشكلية فهي الى زوال.