صالح الشايجي
«أن تصحو متأخرا خير من ألا تصحو أبدا»، هذا شعار اقتبسته من الشعار المروري الشهير «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا».
وأهدي هذا الشعار الجديد المقتبس الى الحكومة التي قرأنا عن «صحوتها» المتأخرة، «بعد خراب البصرة» وبعد أن «رحل الجمل بما حمل»، وبعد أن باتت الدواهي والمصائب والعلل تداهمنا من كل حدب وصوب، بينما هي تغط في سبات «أهل الكهف»، وكأنها ليست مكلفة بنا وبحمايتنا، فتركتنا لقمة سائغة في أفواه «من لا يرحموننا ولا يخافون الله».
قرأنا أن الحكومة بصدد مواجهة جنوح بعض أعضاء مجلس الأمة وتهورهم في مناكفة الحكومة وإدخالهم «عصهم فيما لا يخصهم».
نتمنى - أولا - صدق هذه الرواية عن «صحوة» الحكومة، فإذا ما صدقت فإننا سنكون أسعد السعداء، وسنشعل شموع الفرح وندق الطبل وننفخ في المزمار، و«رقصني يا جدع»، كما أننا سنكون العون للحكومة وجنودا متطوعين في صفوفها، نقف معها دفاعا عنها وذودا عن «حياضها».
مشكلتنا مع الحكومة أو الحكومات أنها تمارس دور التابع لا المتبوع، فهي قبل أن تصدر أي قرار أو تعتزم اتخاذ اجراء ما، تتعمد التسريب لما تنتويه، فإن رأت بعض القوم زمجروا وحمجروا واحمرت عيونهم وتراقصت آذانهم، بلعت لسانها ولحست كلامها، مدعية أن ما جرى مجرد اجتهادات صحافية عارية عن الصحة، اما ان وجدت تلك التسريبات هوى لدى «الجماعة» فإنها ترقص طربا وتتمايل كغصن البان وتنتشي وينشرح صدرها ويلعلع لسانها، اما ان امتشق سيف الاستجواب فارس ضل مضمار الفروسية وراح يراقص سيفه في الهواء، فإنها تسلم له «الخيط والمخيط» وتقوم بدور «شحتور ابن محتور» الخارج من «الفانوس السحري» ليقول لسيـده «شبيك لبيــك، عبــدك ما بين ايديك».
اننا فعلا بحاجــة الى حكــومة قوية لا تخـــاف ولا تجامل ولا تداهن، حكومة تؤمن بدورها الطليعي ومسؤولياتها في الهرم السياسي الصحيح لا المقلوب، نريد حكومة تؤمن بأن مجلس الامة هو مجرد «خيال مآتة» لا يخيف إلا العصافير الجبانة!