قام سمو أمير دولة «قطر» بزيارة سريعة إلى مصر لم تتعد الساعتين زمنا! لماذا؟ وما أسباب تلك الزيارة السريعة الخاطفة التي يقوم بها أمير وحاكم دولة لدولة أخرى، رغم كثرة انشغالاته وارتباطاته ومسؤولياته؟ يا سادتي كانت تلك الزيارة لأداء التعزية في معلمه المصري الذي علمه ودرسه!
أنا شخصيا ـ وأوقن بأن مثلي كثيرون ـ أنحني لهذا الرجل الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي ضرب في الوفاء مثلا لم يسبقه إليه أحد من نظرائه أو ممن هم أدنى في الاهمية والمرتبة، فذلك وفاء انور وأندر من كل وفاء سبقه أو سوف يلحقه ذات زمن تخبئه الأيام في طياتها المعجبات. أسوق هذه الصورة البهية لأقارن بما يحدث عندنا وفي بلادنا العجيبة هذه التي نحبها ولا نحب أفعال البعض من بنيها وممن ساقتهم أقدارنا البائسة اليائسة اليابسة، لأن يكونوا مسؤولين وظيفيين وأصحاب قرار يحسب على البلاد قرارهم وما يقررون!
فلقد اختار إخوتنا المصريون أن تكون الكويت ضيف شرف مهرجان الاذاعة والتلفزيون لهذا العام، مع تحملهم التبعات المالية كافة التي تترتب على الاستضافة وما إلى ذلك من أمور تقتضيها هذه الدعوة وهذا التكريم، وهي احتفالية كويتية كبيرة تقام على أرض أكبر دولة عربية، دون أن تتحمل الكويت فلسا واحدا من تكاليفها!
ولكن ما ردة الفعل الكويتية وكيف كانت الاستجابة والرد الكريم على الدعوة الكريمة؟
لا شيء! حتى رد جاف ناشف حاف لم يصدر من السيد المسؤول صاحب القرار، بل كان يطوي تلك الكتب والرسائل ويدسها في أدراج مكتبه، وكأن شيئا لم يكن وكأن كتابا لم يطر عابرا الفيافي والقفار والبحار يدعو الكويت إلى عرسها ولتكون العروس المجلوة التي تتساقط عليها الوردات والزهرات من محبيها وتسير مزهوة في موكب العرس!
تجاهل تام وصمت وحشي واستهانة لا شفيع لها ولا تبرير، تتحمل الكويت تبعاتها وتدفع من سمعتها ثمنها!
فهل هذا جائز أو يجوز؟! أو لائق ويليق؟!
فهل علم صاحبنا ذو الأمر والمسؤول الذي «انسأل في يوم ليس ذا مسألة ولا مسؤولية» حجم إساءته لبلادنا التي «مسألته» وسوته مسؤولا وصاحب قرار؟! الفرصة لم تفت بعد وأعلام العرس الكويتي مازالت ترفرف وزينته مازالت منصوبة وطبوله مازالت تدوي، بانتظار العروس «الكويت»، فهل يتحرك أحد لإقناع أو «إجبار» هذا المسؤول «الجبار»، على مداواة جروح الكويت التي ما أساءت إليه قط، و«يتفضل» بمسح دمعة ساخنة تسح على خدها وتجرحه تجريحا؟
ما الذي فعلته الكويت وما الجريمة التي اقترفتها، لتلقى هذا الجزاء وذلك الجحود من ذلك المسؤول «السنماري»؟!
ومازال الأمل في نجدة «عرس» الكويت قائما! قولوا «آمين»!
[email protected]