صالح الشايجي
السياسي حين يمارس السياسة دون ضمير انساني ووطني على وجه الخصوص، فانه يتحول الى فعل مدمر لاركان وطنه، ومزلزل يزلزل قناعات الناس ويعبث بأهوائهم ويتلاعب بعواطفهم وعقولهم حتى يدمرها.
وعودة على ما حدث في الاسبوع الماضي من تقديم المواطن «بشار الصايغ» الى النيابة العامة تحت جناح القانون وفي ظله لارتكابه مخالفة صريحة للقانون بالتطاول على الذات الأميرية من خلال موقع إلكتروني يديره هو، وبالتالي فان ما يتم نشره يقع على كاهل صاحب الموقع، فاننا نجد في اعادة شريط تلك الاحداث، العديد من المشاهد السياسية «المتوترة» التي خلا فيها الضمير السياسي من الوطنية، وانساق وراء حصد المكاسب السياسية فقط!
رأينا كيف صور بعض الانتهازيين وقناصي الفرص، ذلك الاجراء القانوني والذي يهدف الى صيانة الدستور والعمل وفق مبادئه، التي منها صون ذات الامير، على انه اجراء «بوليسي قمعي» واستخدموا عبارات مثل «زوار الفجر» و«بقايا ازلام صدام حسين» وما الى ذلك من عبارات تسيء للوطن كله، بما فيه اولئك الافراد الذين حاولوا اشعال النار في حطب مبلل لا يشتعل، حتى يشووا عليه وينضجوا اهدافهم السياسية الخاصة بهم والتي تتقاطع مع مصالح الوطن ولا تتفق مع المبادئ الدستورية!
والآن وبعدما انجلت الحقيقة وبان الحق، أليس يصبح ملزما لكل من حاول النفخ في النار وصب الزيت عليها، وانجرف وراء خيالاته، ان يعلن اعتذاره وخطأه على الملأ، ويبرئ وزارة الداخلية وجهاز امن الدولة بالذات من كل ذلك الشرر المتطاير من لسانه الذي اصاب امن الوطن وسمعته في مقتل، تصوره تلك الفضائيات التي نقلت ما نشرته بعض الصحف وبشكل معاكس لحقيقة ما حدث، وكأنها تعلن الكويت دولة بوليسية!
ان الاعتراف بالخطأ شجاعة نتمنى ان يتحلى بها بعض سياسيينا وكتابنا الذين يرقصون في مواكب العزاء، ويلطمون في مجالس الافراح!
ألم يدحضهم «بشار الصايغ» صاحب الحدث، بروايته لما حدث دون تهويل!
ألا يستحق الوطن اعتذارا منهم، واعترافا صريحا بألا يصدقوا - مستقبلا - فاسقا بنبأ؟