صالح الشايجي
يعيبون على مغنيات هذا الزمان بقولهم: «انهن يغنين بأجسادهن، لا بحناجرهن واصواتهن»!
ولا ادري، ما العيب في ان تغني الجميلة بجسدها، تتمايل كغصن البان اللدن الرطب المطواع، وتتغنج وتتدلل وتتغندر، تبدو عيناها كبطاقة دعوة الى عرس، وشعرها يتطاير دون اذن من النسائم ويحط على كتفيها دون اشارة من منظم الهبوط والصعود.
ان المرأة اغنية صامتة، هكذا هي اغنية بلا كلمات ولا ألحان ولا صوت يقدمها للآذان، بل هي اغنية للعيون العاشقة للحياة! فما الضير ان غنت تلك المليحة بجسدها؟ أليس جسدها مغنيا بالفطرة ودون «صولفيج» و«نهوند» و«حجاز» و«بياتي»!
جسد المرأة لا يعرف المقامات ولا السلالم الموسيقية، ولا يعترف بها، بل هو مغن خارج المنافسة والمقامات والسلالم! وهو لا يحتاج الى سلالم يرتقيها كي يغني، او «مقامات» تحفظه من «النشاز»!
فيا مغنيات العصر غنين كما شئتن ومتى شئتن وكيفما شئتن، وبلباس متطاير لا يهدأ ولا يستقر! ولا تعبأن بالحساد والشامتين، وبالذات من بنات جنسكن اللواتي يحسدنكن على اجسادكن وقواماتكن الملفوفة المصقولة، بينما هن - والعياذ بالله الواحد الاحد - ذوات شحم ولحم متكدسَيْن ومخزنين من ايام سيدنا «زرياب» حتى غدون كأفيال تلتهم اطنان الزاد فلا تشبع، وتزداد انتفاخا حتى يصل هذا الانتفاخ الى انوفهن وعيونهم وحتى اصواتهن.
اولئك هن حسادكن، ومثيرات الشغب واللغط حول غنائكن، فلا تعبأن ولا تكترثن، ونصيحتي لكن ان تستمررن بالغناء دون توقف، ولكن على شرط ان تدعن قواماتكن - لا اصواتكن - هي التي تغني! غنين ولكن بصمت!