صالح الشايجي
تكاد التوقعات كلها تتطابق الى حد التوحّد - ربما - بخصوص المستجدات المستقبلية على ساحتنا السياسية! والمستقبل المقصود ليس البعيد، ولا هو البعيد البعيد، ولكنه القريب، بل والقريب القريب!
قد تختلف التفاصيل والاساليب والطرق في تلك التوقعات ولكن النتيجة المتوقعة واحدة تقريبا، وهي ان الواقع مستحيل ان يستمر الى المستقبل، وان ثمة امورا ستقلب الواقع رأسا على عقب، او ربما قريبا من هذا الشكل.
نستطيع الآن ان نثق، ونصدق الحكومة بصحوتها من نومة العسل، وبالقائها القفاز الحريري، لتتحول الى القبضة الحديدية والعين الحمراء واللسان البتار، وهو الامر الذي كنا نطلبه، ونطالب به على الدوام، فليس من بلد يستطيع ان يمارس فيه الانسان قيمه الانسانية او يسعى الى التطور ويأمل في تنمية واقعه واللحاق بركب التقدم والتحضر، في ظل حكومة ضعيفة او خائفة او مترددة، تتنازل عن صلاحياتها الدستورية وتخضع للابتزاز السياسي من قبل بعض المتفلّتين والمنفلتين من عقال «الديموقراطية»!
قد تكون الحكومة مثّلت دور الضعيف والمسلوب والخاضع من اجل غرض سياسي ما، مثل كشف اوراق مجلس الامة او بعض اعضائه المزايدين والذين انكشفوا امام الرأي العام بأنهم يقفون ضد مصالح البلاد العليا وفي موقع معادٍ للحريات، لذلك هلت علينا قوانين تقييد الحريات والتدخل في الشؤون الخاصة للناس وفرد العضلات من قبل ثلة من النواب، بينما كانت الحكومة مجرد آذان مصغية وأياد منفّذة لما «يطلبه النواب»، وهو ما شجع النواب على التمادي في العسف والمغالاة في طلب غير المعقول ولا المقبول.
ان كانت الحكومة مارست ذلك الدور عن وعي وقصد وتعمدت غلّ يديها عن ممارسة دورها، من اجل غرض كشف مجلس الامة، فلا نعتقد انها قد احسنت صنعا، لان مصير البلاد غير قابل للمراهنة والمساومة والالعاب السياسية، وهذا يدفعنا لان نطالبها، وقد استيقظت من رقدة العسل الطويلة، بان تعوضنا عن سنوات الاجحاف والظلم وغياب العدالة بين فئات المجتمع وتعيد ميزان العدالة الى نصابه الصحيح، فتلغي كل القرارات والقوانين التعسفية التي حولتنا الى شعب تحت وصاية «الجماعة»!
عند ذلك فقط، نصدق الحكومة!