صالح الشايجي
لا أؤمن بالحكمة الصينية القائلة «خير من ان تلعن الظلام، أشعل شمعة»، وادعوكم جميعا لعدم الايمان بها، لانها حكمة مُضَلَّلة ومُضـلِّلة وكـاذبة ولا تنبئ بالحقيقة وغير واقعية، ويبدو ان قائلها «وكيل شموع»!
أما عدم ايماني بتلك الحكمة الواردة من بلاد الصين فلأنها لا تنطبق على الواقع، وذلك لانك حين تلعن الظلام، فان الامر لن يستغرق منك سوى ثانية واحدة من الزمن، او ربما دون ذلك، فمثلا لو قلت «لعن الله الظلام» أو «الله يلعن الظلام»! و«لعنة على الظلام» فانك تقولها وانت مستريح مستلق او جالس أو في أي وضع من الاوضاع كنت، فـ«اللعنة» لا تحتاج منا سوى تحريك شفاهنا!
أما اشعال الشمعة فانه جهد ومشقة وتعب، فقد تتعثر وانت تسير في الظلام بحثا عن شمعة، فتسقط ويلتوي عنقك وقد تموت او تنكسر اضلاعك وكأنك خارج لتوك من احد سجون المقبور «صدام حسين».
اما ان لم تكن لديك شمعة في البيت، فانك مضطر لان تستقل سيارتك وتتوجه الى اقرب دكان أو بقالة أو سوبر ماركت او جمعية تعاونية، وقد تكون تلك الجمعية مقفلة لاسباب «دستورية» ونيابية، وهذا ما يستدعي ان تجلس في سيارتك تنتظر حتى تنتهي الاسباب الشرعية لاغلاق «الجمعية»، فاذا كان الجو حارا فستضطر لان تبقى في سيارتك والمكيف يدور حتى لا تختنق وهذا سيسبب استهلاكا لبنزين السيارة ويؤدي لارتفاع حرارة «الموتور» واذا كانت سيارتك «نص ونص» فقد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة الى احتراق الموتور، وبالتالي ستأخذ سيارتك الى الكراج «مقطورة» وتدفع فاتورة تستدعي منك الاقتراض من البنك، والبنك يطلب كفيلين وشهادة راتب وموافقة من البنك المركزي، وقد يكون «البنك المركزي» حينها مشغولا في البحث عن «سلة عملات» جديدة يربط بها دينارنا الطاير من الفرحة طاير، ما يؤدي الى تأخير الموافقة على قرضك وانسحاب الكفيلين وانتهاء صلاحية شهادة الراتب، ونظرا لتأخرك على «الكراج» وعدم تسلم سيارتك في الوقت المحدد، فان الكراج يقوم برفع قضية عليك فيطاردك رجال المباحث وينشر اسمك في «الجريدة الرسمية» وتعرض ممتلكاتك للمزاد، وتطلب زوجتك الطلاق وتطالبك بالنفقة وحضانة الاولاد و.. و..
العن الظلام وافتك «احسن لك»!