صالح الشايجي
كما يقول مثلنا الشعبي «وين ما نطقها عوية»! وللترجمة الى الفصحى المعروفة المعلومة المقروءة المفهومة، نقول «ان اي سلوك نسلكه او تصرف نتصرفه، لا نحقق فيه الهدف ولا يحالفنا فيه التوفيق»!
في زمن من الازمان ايام البراءة السياسية وشعارات الاخوة العربية والآمال والآلام المشتركة والشعب العربي الواحد، والأمة العربية الواحدة من «المحيط الهادر الى الخليج الثائر»!
أيامذاك صدقنا ببراءتنا ان ثمة زمنا سياسيا بريئا، وآمنا بتلك الشعارات وصلينا لها ورقصنا على الخطب الرنانة والزنانة والمنانة والحنانة، ونمنا على وسائد العسل العربية، فكنا كلما نشب خلاف بين «زيد» في «نواكشوط» و«عبيد» في نابلس، ركبنا اجنحتنا البيضاء وطرنا الى موقع الخلاف، لزوم التوسط واعادة اللحمة العربية واطفاء نار الخلاف بين الاشقاء..! وحتى تستوي طبخة الصلح وعودة «الاخوة» الى سابق عهدها، والمياه الى مجاريها بين «زيد» و«عبيد» لابد من تلبية شروط الصلح وإزالة اسباب الخلاف والتوتر وتلك علاجها بسيط وسهل، مادام جيبنا بحمد الله عامرا وأرصدتنا متخمة، وفلوسنا «وايد وما ندري وين نوديها» رغم ان بلادنا خراب يباب وخرائب واطلال دارسة - لم تتخرج بعد! فتمتد يد الخير البيضاء، بعد ان ينطق لساننا المهذب الناعم «شبيك لبيك يا عبيد» فيكفكف «عبيد» دمعه السخون ويقول: يلزمني كم مليون لأن «مرتي حامل وبتولد بعد شهر، ومحتاج كم مليون لزوم الولادة والاحتفالات بالقادم السعيد»! فنضحك ضحكة «شهبور بن مهبور» المحبوس بالقمقم ونجلجل بأعلى صوتنا «حاضرين للطيبين» ونفرد يد الخير البيضاء ونمدها بالملايين المطلوبة، وفوقها كم مليون لزوم «نفاس» المدام ثم نقوم ونكرر الموقف نفسه مع «زيد» والجمهور العربي يصفق لنا بأيديه ونحن نصفق بأجنحة الطيران، حمائم بيضاء تطير في السماء العربية!
وفي 2/8/1990 حصدنا نتائج فعلنا الخيّر، حيث وقف معنا «الاخوة الاشقاء» عندما غزتنا اسرائيل «اللي ما تستحي على وجهها»! ««يمه يالبارع قوية العين» والى آخر الاهزوجة! عند ذاك آمنا بأن فعل الخير ما يضيع و«عمر الدم ما يبقاش ميه»! وآمنا بأن «الاخوة العربية» أفعال لا شعارات!