صالح الشايجي
إن للدستور نبضا ينبض وقلبا يدق، وليس هو جسدا ميتا مسجّى يُلقي الناس عليه النظرة الاخيرة ويكفكفون دموعهم، ولا هو - ايضا - جثة مودعة في ثلاجة «الموتى» حتى يأتي من يتعرف عليه!
تلك حقائق نستطيع أن نستشفها مما تحدث به صاحب السمو الأمير في لقائه أمس الأول، مع رؤساء التحرير، حيث أكد ان لا مجال للشائعات وترديد ولوك «الحل غير الدستوري» لمجلس الأمة على رغم ضخامة تلك الشائعات وتقاذفها بين ألسنة المنتديات وعلى صفحات الصحف!
وعدم نية سموه اللجوء الى الحل غير الدستوري لا يعني بقاء الحال على ما هو عليه من فوضى سياسية غابت عنها الأولويات وحضرت فيها الخصومات والكيديات والأغراض الشخصية والأهواء والجنوح السياسي، بل ان ما يعنيه ذلك، هو تفعيل الدستور بمواده كافة والتي تحفظ ترتيب الأمور وتسلسلها الصحيح وفق الأولويات والمعطيات الدستورية التي حفظت حقوق الكافة وفصلت بين السلطات، فلا تداخل ولا تنازع على سلطة ما، كما هو حادث الآن، حيث اختلطت الأمور وتباينت وتم التنازع على الصلاحيات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية الى درجة أن الأمور قد لمعت بريقا في عيون البعض فاختطفوا الدستور ونصّبوا أنفسهم حماة له، في الوقت الذي جعلوا فيه هذا الدستور جثة مسجاة وراحوا ينطقون باسمها بعدما كيفوا نصوص الدستور حسب أهوائهم وحسبما تشتهي نفوسهم، فضيقوا على الناس وأخّروا البلاد سنوات وسلبوا الأحرار اراداتهم.
ليس للدستور من حام مثل صاحب السمو الأمير، فهو الذي يحمل مفاتيح البلاد وعلى رأسها الدستور الذي يؤصل شرعية الأمير ويسبغ عليه قلادة حكم البلاد والتصرف بشؤونها وفق منهجية واضحة وشفافة، لا تقبل المجادلة أو الاجتهادات غير المسؤولة.
إن ثقتنا - ككويتيين - بأميرنا هي صمام الأمان لنا وهي التي تبث في نفوسنا أسباب الاطمئنان الى مستقبل بلادنا، والى ان الدستور لا يملكه أحد أو يختص به فرد بعينه يكيّفه حسبما يريد، ولا هو مضمار للسباق بين السلطات!
ولابد - أخيرا - من ازجاء الشكر العظيم لصاحب السمو الأمير على تدخله الكريم من أجل وضع حد للتخرصات، واعادة الحياة للدستور!