- لماذا عاش في الظلام وغاب عن العيون ولم يحضر في الذاكرة وهو الذي عزل الملك وكان أول مصري صميم يحكم دولته؟!
- كان ثائراً بطبعه ولم تكن ثوريته للتكسب أو لطلب المناصب التي كان شديد الزهد فيها
- عبارته التي كان يرددها على الدوام وسرقها منه جمال عبدالناصر «المعركة الحقيقية في مصر وليست في فلسطين»
- تمت ترقية عبدالحكيم عامر من رتبته العسكرية «صاغ» إلى رتبة «لواء» وتعيينه قائداً عاما للجيش وهو في ثلاثينيات عمره رغم أنف نجيب الرئيس الفعلي للدولة
- لم أقصد مما كتبت إلا أن أكون وفيّا لرجل خانه الزمن وخذله الوطن وجنت عليه الحياة وكان وفيّا حتى لمن خانه ولمن خذله ولمن جنى عليه
لست أكتب هذه الـ «قيلولة» بدماء الذين ماتوا في مصر هذا الاسبوع.. ولا بسبب ما تشهده تلك البلاد العزيزة علينا من أحداث لا نملك إزاءها الا الدعوات بأن يكتب الله لها النهاية السريعة والسعيدة.. لان ما يجري في تلك البلاد يلجم حروفي ويحبس كلماتي.. فلست أنا المستطيع أن أغمس قلمي بتلك الدماء لأكتب.. ولست القادرة عيناه على ترصد تلك النيران التي تريانها تسري في عمار القاهرة فتفحمه.
فإن لي قلبا يعذبه سوءٌ ـ ولو يسيرٌ ـ يمس من يحب، فكيف اذا ما كان المحبوب هي «مصر» التي نَمَتْ سنواتٌ من عمري في ظلال حبها، ويعتاش قلبي على بعض هواها؟!
ولكن ما أكتبه ـ هنا ـ كنت قد عزمت على كتابته في اثر انتهائي من قراءة كتاب «كنت رئيسا لمصر» والذي وضع فيه أول رئيس للجمهورية المصرية اللواء «محمد نجيب» مذكراته وشرحه للاحداث التي سبقت ورافقت وأعقبت قيام الجيش المصري ـ وبقيادته هو ـ بعزل الملك عام 1952، حتى خانه الاصدقاء والمريدون وجازوه جزاء «سنمار» فألقوا به في غياهب السجن بعدما أوصلهم الى عروشهم وجعلهم أسيادا وقد كانوا أذنابا.
ويكشف فيه العلاقة المريبة التي تربط جمال عبدالناصر بالاميركيين والانجليز!
المظلوم
ان كان من مظلوم في القرن العشرين ـ من أول نجمة لمعت في سمائه حتى آخر شمس غربت فيه ـ فهو ـ لا شك ـ اللواء محمد نجيب قائد حركة الجيش المصري التي عزلت الملك فاروق في 23 يوليو عام 1952 ونصبت ابنه أحمد فاروق وليا للعهد.
فمن هو «محمد نجيب» وما قصته؟ ولماذا عاش في الظلام وغاب عن العيون ولم يحضر في الذاكرة، وهو الذي عزل الملك وكان أول مصري صميم يحكم مصر وأول رئيس للجمهورية المصرية؟
ولد «محمد نجيب» في الخرطوم ـ السودان ـ 7/7/1902 وهو ابن لضابط في الجيش المصري، وقضى شطرا من حياته في السودان بحكم العمل والروابط الخاصة التي تربطه شخصيا بالسودان وأيضا التي تربطها بمصر حيث كان البلدان ـ مصر والسودان ـ بلدا واحدا أو شيئا من هذا القبيل.
درس محمد نجيب العسكرية وتدرج في سلكها حتى بلغ أعلى مراتبها، ورغم أنه بطل حركة يوليو 1952 فانه يعتز بثورة 1919 ويعيب على من يتنكر لها في سياق المدح والثناء لحركة يوليو التي يسميها حركة ويرفض تسميتها بالثورة رغم أنه زعيمها وقائدها.
كان محمد نجيب ثائرا بطبعه ولم تكن ثوريته للتكسب أو لطلب المناصب التي كان شديد الزهد فيها، لذلك فقد كان مؤيدا لسعد زغلول وكذلك لمصطفى النحاس زعيم حزب الوفد الذي وقف معه في محنة سنة 1929 وبعد أن حلّ الملك فؤاد البرلمان الذي حقق فيه حزب الوفد الاغلبية، ورغم أنه كان ضابطا في الجيش فقد دفعته وطنيته للوقوف مع الحزب الوطني غير عابئ بما يترتب على مثل تلك المؤازرة التي أعلن فيها نجيب للنحاس وقوف الجيش معه وأنه لو أراد دخول البرلمان بالقوة فان الجيش سيهيئ له السبل لذلك، ولكن النحاس رفض ذلك لانه يريد ابعاد الجيش عن السياسة.
ولان الرجل خالص الوطنية فاننا نجده في موقف معاكس عام 1942، ففي الرابع من شهر فبراير من ذلك العام فرض الانجليز على الملك فاروق تعيين النحاس باشا رئيسا للوزراء وبدرجة وصلت الى حد التهديد والانذار، فإما أن يوقع تنازله عن العرش أو أن يعين النحاس، هذا الموقف لم يمر على محمد نجيب بسلام ودون أن يهز مشاعره الوطنية، فما كان منه الا أن تقدم باستقالته للملك قائلا في أسبابها «ما دمت لم أستطع حماية مليكي فاني لا أستحق ارتداء بذلتي العسكرية» ولكن الملك رفضها.
ولم يكن موقفه ذاك حبا في الملك بقدر ما كان اعزازا لما يمثله الملك من كونه رمزا للبلاد، وبقي أثر هذه الحادثة يحز في ذاكرته.
سارق العبارة
شارك محمد نجيب مرغما في حرب فلسطين، ومرد الارغام كونه كان عارفا بحجم الفساد الذي ينخر في مفاصل الجيش المصري ولانه كان يتوقع الهزيمة قبل بدء الحرب لكون الجيش غير مهيأ لخوض الحرب النظامية التي كان يفضل عليها حرب العصابات.
وكانت له عبارة يرددها على الدوام ولكن جمال عبدالناصر سرقها ونسبها لنفسه، أما هذه العبارة فهي التي كان يقول فيها «ان المعركة الحقيقية في مصر وليست في فلسطين» ويقصد بها وجوب محاربة الفساد والمحسوبية وسوء الادارة في مصر الفاروقية، قبل دخول حروب خارجية.
يقول محمد نجيب ـ وهذه الفقرة أنقلها كما وردت في كتابه ـ : «وفي فترة من الفترات كان الصاغ أركان حرب محمد عبدالحكيم عامر أركان حرب للوائي..ويبدو أن كلامي عن الفساد في القاهرة أثر به، فذهب الى صديقه البكباشي جمال عبدالناصر وقال له ـ كما ذكر لي بعد ذلك ـ لقد عثرت في اللواء محمد نجيب على كنز عظيم».
وفي فقرة أخرى يقول «في خلال شهور الحرب لم يلفت جمال عبدالناصر انتباهي.. لكنني اتذكر أنه كان يحب الظهور ويحب أن يضع نفسه في الصفوف الاولى، والدليل على ذلك ما حدث في الفالوجة، كنا نلتقط صورة تذكارية في الفالوجة، ففوجئت بضابط صغير، يحاول أن يقف في الصف الاول مع القُوّاد، وكان هذا الضابط جمال عبدالناصر، ولكني نهرته وطلبت منه أن يعود لمكانه الطبيعي في الخلف».
حبيس الخندق
ويقول نجيب عن عبدالناصر انه لم يحارب في عراق المنشية، كما ادعى، ولكنه ظل طوال المعركة في خندقه لا يتحرك! ويدلل على روايته بقصائد لبعض الضباط السودانيين وكانوا شعراء، ووصفوا فيها عبدالناصر وصفا غير لائق!
ولعل أخطر ما قاله محمد نجيب عن عبدالناصر، تلخصه هذه الفقرة:
«وفي أثناء الهدنة مع اليهود، جاء ضابط يهودي اسمه كوهين يسأل عنه ـ عن عبدالناصر ـ ولم يكن موجودا فكتب له خطابا وتركه مع ضابط من الاخوان المسلمين اسمه معروف الحضري».
كانت الهزيمة في حرب فلسطين شاقة على محمد نجيب وجرحا غائرا في جسده ونفسه، أما سبب جروح الجسد، فلتعرضه لاصابات بالغة في الحرب أما جروح النفس فسببها النقمة على ما كان يدور في البلاد، وهذا ما زرع في نفسه الرغبة في التغيير والثورة على الفساد، فسعى الى بعض زملائه الضباط الكبار لتقديم خطة اصلاحية للملك ولكشف مواطن الفساد في الجيش، ولكن زملاءه تلكأوا وفترت هممهم، فاستغل جمال عبدالناصر ومجموعته هذه الفترة الحماسية من حياة محمد نجيب لينضووا تحت لوائه ويستظلوا بحمايته من أجل تنفيذ مخططهم بالانقلاب على الملك! فداوموا على زيارته في منزله.
ويحكي محمد نجيب شطرا من قصص الفساد المستشرية في الجيش والذي عين مديرا لسلاح الحدود فيه عام 1949 ليكتشف مزيدا من قصص الفساد التي أصر على فضحها من أجل محاربتها ولكن جهوده ذهبت أدراج الرياح وأجهضت مساعيه الاصلاحية الوطنية!
ويقول: من هناك بدأ العد التنازلي للثورة.
أبطال الوقت الضائع
وأقفز الى ليلة الانقلاب أو فجر 23 يوليو 1952 حيث تمت الخطة كما تم التخطيط لها ونفذت ـ حسب محمد نجيب ـ كما تم رسمها ويمتدح فيها شجاعة الضابط يوسف صديق الذي أخذ المغامرة على عاتقه واقتحم مقر القيادة بينما كان دوره حماية قوات الهجوم والوقوف كصف ثان وراءها، أما عن جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر فيقول نجيب انهما لم يقتربا من القيادة الا بعد الاستيلاء عليها وكانا يقفان في مكان جانبي قريب بملابسهما المدنية، وكانا يحتفظان بملابسهما العسكرية في السيارة، وبمجرد نجاح الخطة ارتديا ملابسهما العسكرية ودخلا القيادة! أما عن أنور السادات فيقول محمد نجيب «إنه كان أكثر ذكاء منهما، فقد دخل السينما وافتعل مشاجرة فيها وسجل محضرا بذلك حتى إذا ما فشلت الخطة خرج منها كالشعرة من العجين».
سراق الثورة
بعد نجاح الانقلاب حاول الملك استعطاف نجيب وإغراءه بوساطة وسطاء وعرض عليه منصب وزير الحربية، ولكن نجيب رفض تلك العروض وطمأنهم إلى أنهم لا يريدون الإضرار بأحد وأنهم مجرد حركة إصلاحية، وهذا فعلا ما كان في ذهن محمد نجيب وبعض الضباط الشرفاء الذين كانوا معه ولم يدر في خلده أن هناك من كان يخطط لسرقة الثورة والاستيلاء على الحكم.
كان من رأي محمد نجيب أن يستمر الحكم المدني للبلاد ويعود العسكر الى معسكراتهم بعدما يضعون البلاد في أيد وطنية أمينة وفق إطار دستوري وديموقراطي يكفل تداول السلطة تداولا سلميا ديموقراطيا، بعدما تم عزل الملك وتعيين ابنه وليا للعهد مع وجود مجلس وصاية لكون ولي العهد مازال في المهد رضيعا.
ولأجل ذاك المنحى الوطني السليم دخل محمد نجيب في حروب مع زمرة أولئك الضباط الصغار وكثيرا ما عرّضوه للأذى بسبب مواقفه الوطنية تلك.
الملك الجديد
ويحكي نجيب عن أحد الضباط الصغار من المنتمين لما عرف بالضباط الأحرار، وهو رشاد مهنا والذي عين كممثل لمجلس قيادة الثورة في مجلس الوصاية، ولكن مهنا هذا بدأ يتدخل في عمل الوزارات ويتعامل وكأنه هو الملك إلى درجة الإساءة لمحمد نجيب نفسه والذي كان حينها رئيسا لمجلس الوزراء وأكبر رأس في البلاد، لذلك لجأوا إلى عزل مهنا وتحديد إقامته.
وهذه الصورة تعطينا انطباعا عما كان يفكر به هؤلاء الضباط وهدفهم من القيام بانقلابهم واستيلائهم على السلطة.
وكان نجيب ضد تغلغل العسكريين في شؤون الدولة والحكم وكان يريد تسليم السلطة إلى المدنيين، ولكنه كان حالما فيما كان يفكر به، لأن مجموعة الضباط لم يكن هذا هدفهم ولا ذلك ما سعوا إليه.
كانوا يسعون إلى أمجاد يبنونها لأنفسهم لا لبلادهم ولا لشعبهم.
رئيس رغم أنفه
لم يكن محمد نجيب راغبا في تولي رئاسة الوزارة ولكنه أرغم على ذلك من قبل مجلس قيادة الثورة وبعد مخالفات وأخطاء صدرت من «علي ماهر» الذي تولى الوزارة بعد الإطاحة بالملك وكان هو أيضا من رجال الوزارة المعروفين أيام الملكية.
ومما يدل أيضا على زهد محمد نجيب بالحكم والتزامه بالأسس السياسية السليمة، هو انحيازه لفكرة إعلان الجمهورية من خلال دستور وكان هذا ما تم العمل من أجله وتشكلت لجنة لصياغة الدستور، ولكن صغار الضباط من جماعة عبدالناصر والذين يشكلون ما سمي بمجلس قيادة الثورة، سارعوا بإعلان التحول إلى النظام الجمهوري دون غطاء دستوري، وقبل أن يطرح كاتبو الدستور دستورهم.
مهزلة «الصاغ»
والغريب أنه تم إقران ذلك القرار الخطير مع قرار هزلي آخر ينص على ترقية عبدالحكيم عامر من رتبته العسكرية المتدنية «صاغ» إلى رتبة «لواء» وتعيينه قائدا عاما للجيش وهو في ثلاثينيات عمره!
وكان كل ذلك يجري دون رغبة محمد نجيب رغم تنصيبه رئيسا للجمهورية ولكن وبما أن الأمور كانت خاضعة للتصويت، فإن تصويت الضباط يأتي دائما مخالفا لما كان هو يصوت عليه، وهذا ما دعاه لتقديم استقالته أكثر من مرة ولكنهم يمارسون عليه ضغوطاتهم لثنيه تحت حجج كثيرة، بينما هم كانوا يخططون للاحتماء خلفه حتى يتمكنوا، وبعد ذلك يتخلصون منه، وهذا ما حدث فعلا.
المتقشف
رفض محمد نجيب بعدما أصبح رئيسا للجمهورية الانتقال إلى قصر عابدين وفضل عليه البقاء في بيته المتواضع في منطقة حلمية الزيتون، كما قرر تخفيض مرتبه الذي تم تحديده له من 500 جنيه إلى 250 جنيها، وجاء ذلك في رسالة بعثها إلى وزير المالية.
وصور محاولات عبدالناصر لاختطاف «الثورة» وحصد مغانمها كثيرة، منها مثلا تخصيص سيارات فاخرة لأعضاء مجلس قيادة الثورة، بعدما كانوا يستخدمون سيارات الجيب العسكرية المعروفة، وذلك لتمييزهم عن بقية الضباط الأحرار. كما أن عبدالناصر طلب من الصحافي مصطفى أمين كتابة مقال في الصفحة الأولى من جريدة «الأخبار» بعنوان «سر الضباط التسعة» مع نشر صورة كبيرة لعبدالناصر على الصفحة الأولى للإيحاء للقراء بأنه هو قائد الثورة، بينما بقية أعضاء مجلس القيادة نشرت صورهم في الداخل وبأحجام صغيرة.
رئيس «ما رأسش حاجة»
ويكشف محمد نجيب في كتابه بعض تجاوزات عبدالناصر وجماعته، مثل قول عبدالناصر له إننا اتخذنا قرارا أرجو أن توافقنا عليه وهو أننا خصصنا لكل عضو منا عشرة آلاف جنيه وأنت أربعة عشر ألف جنيه ولما كان جواب محمد نجيب بالرفض والتعنيف لعبدالناصر، ضحك عبدالناصر وقال له كنت أحاول امتحانك. ومن ذلك أيضا تكليف أحد هؤلاء الضباط لأحد النحاتين بصناعة تمثال له بكلفة 200 جنيه وكذلك خسارة أحد أعضاء مجلس القيادة مئات الجنيهات على مائدة القمار وهو الأمر الذي دعا نجيب لتحريم لعب القمار في المحلات العامة والخاصة ومنها أيضا ملاحظته وهم يتناولون العشاء في مجلس قيادة الثورة بأن أطقم المائدة كانت من الذهب والفضة ومكتوب عليها «القصور الملكية» فرفض الأكل وأمر بإعادة تلك الأطقم إلى أماكنها.
ثلاثون عاما من العزلة
ويعترف محمد نجيب بأنه ورغم كونه رئيسا للجمهورية ورئيسا للوزراء وزعيما للثورة حسب نص الدستور فإنه لم يكن يقود شيئا، وهو الأمر الذي دعاه للاستقالة لأكثر من مرة ولاسيما بعدما لاحظ طموح عبدالناصر للاستيلاء على كل المقدرات، ليجري بعد ذلك عزله في بيت صحراوي مهجور بصورة مهينة ومسيئة وفيها تشف وغل وحقد، وجعلوا عليه حراسة مشددة حتى في غرفة نومه، وطاردوا أولاده في معيشتهم وحياتهم، وقتل أحد أبنائه في ألمانيا والثاني اعتقلوه وعذبوه ثم مات والثالث طردوه من عمله بقرار جمهوري ليعمل سائق تاكسي!
وانتهت حياة محمد نجيب بالوفاة عام 1984 بعدما عاش ثلاثين عاما معزولا لا لذنب جناه سوى أنه أخلص لوطنه وآمن بحق الشعب في الحرية والديموقراطية والكرامة وبأن يتولى أمر الناس ذوو الكفاءة والقدرة، لا محبو السلطة ومستغلو ثروات الشعوب. ورغم كل ما نال محمد نجيب على أيدي سراق الثورة فإنه لم يحمل عليهم أو يحقد، بل بقي على اتصال ببعضهم ممن بقوا على قيد الحياة والذين عادت لهم ضمائرهم فأقروا بذنوبهم التي ارتكبوها بحقه وطلبوا مسامحته، وكثير منهم نالهم من عبدالناصر ما ناله هو قبلهم.
ومما يؤسف له أن هذا الرجل لم يعد له اعتباره ومازال اسمه مغيبا عن الوجود المصري والتاريخ المصري والذاكرة المصرية، فبينما تحمل شوارع القاهرة أسماء بعض أولئك الضباط المغامرين واللاعبين بمستقبل بلادهم نجد أن اسم محمد نجيب قد غاب حتى عن كتب التاريخ.
وليس أقل من أن يصنع له تمثال وينصب في ميدان كبير يحمل اسمه.
لمحة وفاء
لم أقصد مما كتبت إلا أن أكون وفيّا لرجل خانه الزمن وخذله الوطن وجنت عليه الحياة، وكان وفيّا حتى لمن خانه ولمن خذله ولمن جنى عليه.
[email protected]