صالح الشايجي
لا خيل عندي ولا مال! ولا أبراج أو عمارات أو شركات أو بنوك، ولست مساهما ولا أمــلك سهـــما واحــدا فـي البورصـة! كـما أننــي لست وزيــرا سابقا ولا حاليا ولا مستقبلا، ولم أكن في يوم من الايام عضوا في مجلس الامة أو البلدي أو الجمعية التعاونية، ولا حتى في جمعيات النفع العام!
هذا حالي وذاك مآلي، فلو - وأنا على هذه الوضعية - نشرت اعلانا أو حتى خبرا في صفحات المجتمع مع صورتي هاشّا باشّا، أعلن فيه أنني سأستقبل «المهنئين» في شهر رمضان، هل سيتوافد عليَّ المهنئون من كل حدب وصوب وسيتقاطرون عليَّ تقاطر الفراشات على مصدر النور أو توافد النحل على زهرة البرتقال؟!
هل سيحدث هذا؟ أم أنني سأفتح «الديوان» متأنقا متعطرا متصنفرا منتظرا قدوم المهنئين ووفود المباركين، وتمر الساعة وتتلوها الاخرى، وأنا ما زلت وحيدا لم يطرق بابي طارق، ولم يفد إليَّ وافد، ولم يدلف الى «ديواني» «دالف» ولم يلج «والج»؟! والخادم الذي أعد الشاي والقهوة والمشروبات «اللاروحية» يتلصص عليَّ بين الحين والحين وهو مشفق علي من حال الهجران والوحدة، ويقول بينه وبين نفسه «هذا بابا مسكين واجد فلوس يصرف وما في نفرات يجي»!
لا أقول «الأرجح» ولا «المحتمل» بل الأكيد المؤكد أنني سأكون وحيدا والخادم مشفق عليَّ، حيث لا أحد يهنئ ولا نفر يبارك، سأجلس وحيدا، أقلب الفضائيات على مختلف «الشاشات» وشتى المحطات بين غنائية «كاسية عارية» و«إخبارية» تقدم آخر «الوجبات الشهية» من لحم بشري وعظام آدمية، ودينية يلعلع مفتيها بضرورة قتل «المشركين»؟!