صالح الشايجي
ليس أعجب من «أهرامات مصر» و«سور الصين العظيم» و«حدائق بابل المعلقة» و«برج بيزا المائل» و«مدينة البتراء الأردنية» ومنظومة «عجائب الدنيا السبع» كلها، إلا ما يسمى بجماعة «كويتيون من أجل القدس»!
أنفار ونفرات يبدو أن لديهم فائضا من وقت «أكو أحد في الكويت ما عنده وقت فايض؟» حاروا واحتاروا ماذا يفعلون، والوقت ممل «لأنه ماكو شغل» «أكو أحد في الكويت عنده شغل؟»، واليوم أربع وعشرون ساعة موزعة كالتالي:
1 - عشر ساعات للنوم.
2 - خمس ساعات للأكل والاستحمام وغسل اليدين بالماء الفاتر والصابون وتنظيف الاسنان والحلاقة بالنسبة للانفار، وعمل الماكياج بالنسبة للنفرات!
بقي من الزمن اليومي تسع ساعات فكيف نقضيها؟ هكذا تساءل الانفار والنفرات!
تداولوا فيما بينهم، هل نجعلها: كويتيون من أجل «بورما» ونناصر «الرهبان البوذيين» ضد العسكر الحاكمين بالحديد والنار؟!
فكروا وفكرن، ثم قرروا وقررن: «وي احنا شعلينا من بورما». تساءلت احداهن: هل تقصدون «بورما» تلك الحلاوة الشامية؟! فرمقوها بنظرة تصحيح وتصويب!
انتهت الجلسة الاولى دون اتفاق، أما في الجلسة الثانية فقد طرحت على المجتمعين فكرة انشاء جماعة «كويتيون من أجل تحلية مياه المحيط الاطلسي»، فلم ترق الفكرة لأحدهم لأنه مغرم بسمك «الخباط» المالح، واذا ما تمت تحلية مياه المحيط الاطلسي، فلن يستطيع أكل «الخباط»! فاقترحت احدى «النفرات» ان يكون تجمعهم «كويتيون من اجل پاريس هيلتون» - وهي فتاة تم احتجازها نتيجة مخالفات قانونية، ووريثة صاحب فنادق هيلتون - ولكن لم ترق الفكرة لبقية الانفار والنفرات! فاقترح آخر أن يكونوا «كويتيون من أجل فراء المنك»، واقترحت أخرى «كويتيون من أجل دارفور والخرطوم والنيل الابيض»، وثالث «كويتيون من أجل الكابتشينو»، و«كويتيون من أجل سبايسز جيرل» و«كويتيون من أجل وائل كفوري» و.. و.. ولم يتفقوا، وذهبوا جميعهم الى النوم!
يقول الراوي: وفي تلك الليلة الظلماء انشقت السماء عن بدر لامع براق، فنهضوا جميعا من رقدتهم، ليروا ذلك البدر الذي حلموا به وقد كتب عليه «كويتيون من أجل القدس»! فصاروا هكذا كما ترونهم الآن! ونسوا أن يكونوا «كويتيين من أجل الكويت»!