صالح الشايجي
«إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع»! أما في بلادنا العزيزة و«ديرتنا الحبيبة» - على رأي اخوتنا في الاعلام الرسمي الذين لم «يقصروا» في حبهم لبلادنا ونتوقع منهم أن يقولوا عنها «يا حليلها» - فإنك لن تطاع سواء طلبت المستطاع أو المستحيل!
في بلادنا الحبيبة العزيزة الطيبة الحليوة بنت الحلال، الهيفاء العنقاء الغيداء الهدباء الفرعاء القرعاء، الحبّابة اللبّابة الجبّابة الطبّابة السبّابة، في بلادنا هذه الكثيرة الصفات والاوصاف، لن تطاع ولن يجاب طلبك حتى لو جف ريقك ويبس لسانك وتهدلت شفتاك وتساقط شعرك وارتعدت فرائصك واصطكت أسنانك!
في بلادنا الخفيفة اللطيفة الظريفة الشفيفة العفيفة، لن تطاع حتى وإن كنت تملك لسان دلال وحنجرة سمسار وطبلة «بوطبيلة»، لأن النيام نيام لن يصحوا لا في السحر ولا في الفجر ولا في الصبح أو الضحى ولا في الظهر أو العصــر ولا في الاصيــــل ولا في المغـــرب أو العشاء أو حتى الهزيع الاخير من الليل!
نيام نيام نيام!
أنت ترى وتسمع وتحس وتخاف وترتجف وترتعد، فتتكلم أو تكتب أو تتحدث، ولكن أمامك - يا ولدي - حائطا اسمنتيا وجدارا فولاذيا وسورا حديديا، وآذانا صماء وقلوبا غلفا لا تعي ولا تحس!
«احكي متل ما بدك» «ما حدا عم يسمعك»! «اتكلم زي ما حضرتك عايز» «بس مفيش حد حيسمعك» «احكي بابا مثل ما تريد» «ما فد واحد يسمعك»! «احكي يا زلمي متل ما بدك» و«يا زول» و«يا رجل» و«يا رجّال» و«يا عم» و«يا خال» و«أوه يا مال»!
قبلك تكلم البحر ونطقت الصحراء، واشتكيا وبكيا وانتحبا، وما من سميع! فهل «حضرتك» تريدهم أن يسمعوا «حضرتك»؟! «اما انت صحيح واد بايخ، وما عندكش سالفة»!