صالح الشايجي
يواجه «لبنان» مشكلات سياسية حقيقية ومفصلية، والوضع فيه - كان ومازال - يغلي ويحرق ويحترق!
حروب أهلية، تواجد فلسطيني كثيف، طوائف، زعامات سياسية، ميليشيات مسلحة، قنص سياسيين، اغتيال وزراء ونواب ورؤساء وزارات ورؤساء جمهورية، والى آخر تلك الأوضاع المأساوية المتفاقمة والتي هي حديث الأخبار والمخبرين.
بينما الكويت، بلد هانئ هادئ غني ذو تركيبة شعبية متجانسة ونظام سياسي مستقر واحوال اقتصادية مزدهرة، والناس فيه لا مشاكل لديهم سوى الفراغ والتجمع في الدواوين لمناقشة «آخر المستجدات التي طرأت على المطبخ الكويتي» مما يقتضيه هذا الأمر من شرح آخر طرق صناعة «المعبوج» و«الدقوس» و«الهريسة» و«اللقيمات»! وما الى ذلك من قضايا تتعلق بـ «لقمة الشعب»!
هذا الوضع الهادئ والمستقر و«الزين» لا يعجب - على ما يبدو - بعض الجماعة وبالذات الذين ألقت بهم حظوظنا العاثرة وصاروا نوابا عنا و«نوائب» علينا، وحلوا علينا حلول الجرب في جسد البعير!
أما من رحمنا حظنا الرحيم والحميد من وصولهم الى قبة البرلمان، فإنهم لم يسلّموا بتلك النتيجة ولم يستسلموا ولم يرفعوا راية الفشل السوداء، بل راحوا ينشئون الأحزاب والتكتلات السياسية والتجمعات، «لأن اللي نجحوا مو أحسن منهم»!
المهم ان من صاروا نوابا وكذلك الفاشلون، صوّبوا عيونهم نحو «لبنان» ليرصدوا «الحراك السياسي» فيه، محاولين تقليده، لأنهم أحسوا بأن أوضاع البلاد المستقرة والهادئة، لا تستدعي وجودهم ولا حتى مجلسهم «الموقر»، و«لأن ما يصير نقعد فاضيين»!
فراحوا يبتدعون الأزمات تلو الأزمات، يتحرشون بعباد الله، ويهزون كراسي الوزراء، وطرحوا «أجندتهم»، التي يترقى «شوفيرتكسي لبناني» عن طرحها، حتى وصل بهم الأمر، ونتيجة الفراغ القاتل، الى التدخل في كل شيء في البلاد ثابت ومتحول، وجامد ومتحرك، وإذا لم يخضع وزير ما لمطالبهم ووساطتهم انتفضوا انتفاضة الفلسطينيين على شارون والا...! حقا انها «طماشة».