صالح الشايجي
«لجنة دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي»!
كل هذا الاسم الطويل جدا والعريض جدا جدا، هو اسم للجنة واحدة! ومن يستطع ان يقولها عشر مرات دون خطأ فله جائزة مني، بل حتى مرة واحدة، وكل من يستطيع حفظها وترديد اسمها، فهو لاشك عبقري بامتياز!
لقد فاق اسمها طولا اسم مملكة القذافي الجماهيرية الشعبية العربية الاشتراكية العظمى.. الخ!
ولا ادري ممن تتكون هذه اللجنة؟ وممّ؟ هل هي تتكون من دول الجوار العراقي؟! ام من دول الطوق؟ ام من دول الحوض الجاف والجرف القاري والتناضح العكسي والازدواج الضريبي واليورو والعملة الخليجية الموحدة؟
انا شخصيا لا معلومات لدي عن تلك اللجنة الثمانية الاسم، ولكن ما قرأته عنها منشورا في جريدتنا «الأنباء» امس، يقول ان هذه اللجنة طالبت، او بمعنى اصح امرت، وزارة التربية بالفصل الجنسي التعسفي بين البنين والبنات في المدارس الاجنبية الخاصة! فتقاطر النفر المسؤولون في وزارة «الاستشعار عن بعد» والمسماة سابقا بـ «وزارة التربية» ليحققوا رغبة السادة الكرام اعضاء تلك اللجنة الماراثونية الاسم! دون افصاح عن هوية تلك اللجنة، والتي يبدو انها لجنة سرية لا تسمع آذانها ما ينطق به لسانها! ولا تدري شمالها ما انفقت يمينها!
حينما اقول ان بلادنا صارت «طماشة» فأنا مقصر جدا في الوصف الدقيق، لان بلادنا تعرض اكبر مسرحية هزلية وساخرة في التاريخ، لذلك فهي تستحق وصفا اكبر من كونها «طماشة» او «مهزلة»، في وجود مثل هذه اللجنة!
اما اذا كانت هذه اللجنة جادة - ولن تكون - في دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا، فانها قد ضربت الباب الخطأ في اثارتها لموضوع الاختلاط في المدارس الاجنبية، فهذه ظاهرة ليست «سلبية» ولا هي بـ «دخيلة» على مجتمعنا الكويتي، لانها اثبتت وجودها التاريخي واكتسبت الأحقية بالتقادم الزمني الذي ينيف على نصف قرن من الزمان!
وأوجّه اهتمام «اللجنة» وانتباهها الى ظواهر سلبية ودخيلة على المجتمع الكويتي تتمثل في سلوكيات اهل «الصحوة» ونشر ثقافتهم في المجتمع الكويتي! فهذه - لا تلك - هي السلبية والدخيلة على المجتمع الكويتي، فابدأوا بها واقبلوا حينها انضمامي اليكم عضوا في لجنتكم الـ «خبط عشواء فمن تصبه تمته»!