صالح الشايجي
«الدين النصيحة»، ومن يَهدِ غافلا إلى الصواب يكسب أجره.
ومن منطلق أن الدين النصيحة، فإنني أحب أن ألفت أنظار أخواتنا المحجبات والمنقبات، من الزاهدات في الدنيا وزخرفها، والمقبلات - والإيمان ملء قلوبهن - على الآخرة ونعيمها، أحب أن ألفت أنظارهن وأشير إليهن بأصبع الحق والحقيقة، ولعلهن يقبلن مني نصيحتي لوجه الله لا لغرض دنيوي زائل، ولا لمجد مؤثّل أبغي إصابته!
فيا أخواتي يا قارئات القرآن والمتفقهات بأمور دينكن، ويا من منّ الله عليكن بهدايته فسرتن على الطريق القويم، إني أرى اعوجاجا في سيركن على درب الهداية، فأرى في بعضكن زللا وشططا وحيدة عن الطريق القويم، لأن الحجاب المفروض عليكن هو ليس ما عرفتن وتباهيتن به تباهي الكاسيات العاريات، تملأن الأسواق وتختلفن الى المطاعم والمقاهي، والحجاب ليس ذلك الخمار الذي يغطي شعوركن وتضربن به على صدوركن، إن الحجاب أكبر من ذلك، لأن الله تعالى جلّت قدرته وعزّ ملكوته لا ينظر للمرأة نظر البشر إليها، بل هي نظرة علوية متسامية، فالحجاب هو حجاب روحي يحجب المرأة المسلمة عن سبل الحياة الزائفة والولوج في تفاصيلها الزائفة والتي تباعد بين المسلمة الملتزمة وربها!
لذلك وانطلاقا من كوني إنسانا يعرف الحق فيدعو إلى اتباعه، فإنني لا أرى مبررا في أن تهدرن أس الهداية فتتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، تظهرن إلى الناس بزينتكن وكأنكن لسن خائفات من الله ولا مصدقات بآياته ولسن مطيعات لأوامره،، ولسن خاضعات لزواجره ولسن ممتنعات عن نواهيه، ظنا منكن أو ممن زيّن لكن المعصية من شيوخ «الفتاوى السريعة» أن وضع الحجاب كاف أن يحول بينكن وبين النار!
وأزيد على ذلك ظهور بعض المحجبات على شاشات التلفزة ضاربات عرض الحائط بشرعية الحجاب ومستلزماته!
فمن تحجبت عليها أن تقر في بيتها زاهدة عابدة، أما وضع الحجاب لمجرد الشكل المادي وللتمويه فإنه أكثر حرمة من السفور وكشف الشعر والخروج بالزينة الكاملة!
لا أقول ذلك دعوة الى الحجاب، ولكن دفاعا عن مفهوم الحجاب الذي على ما يبدو ليس واضحا في أفهام المحجبات!