صالح الشايجي
كلما هلّ أو طلّ، أو أوشك أن يهل أو يطل شهر رمضان أو عيد الفطر أو عيد الأضحى، انهالت التبريكات والتهاني بوساطة الهاتف النقال، وعلى شكل رسائل قصيرة، يتمنى مرسلها لمتلقيها إما «صوما مقبولا وطاعة وعبادة» أو «عيدا سعيدا وتقبّل الله طاعتكم»!
وما إلى ذلك من عبارات لا يعرف مرسلها لمن أرسلها، بل هي تأتي بطريقة عشوائية ومن خلال برمجة معينة! أي ان «السالفة ومافيها» «سد حنك» و«علك ماصخ» ومجرد رفع عتب، و«مع الخيل يا شقرا»!
يقوم المتشبهون بالأعيان والكبراء والوجهاء، بنشر إعلانات يعتذرون فيها عن «عدم استقبال المهنئين» أو روّاد دواوينهم لظرف ما، وتبعهم في ذلك وسار على هديهم الصبية والأغرار والسفهاء و«عوير وزوير» والذين يقومون بنشر إعلانات مماثلة يعتذرون خلالها عن «عدم استقبال مهنئيهم أو رواد دواوينهم»!
محاولين إيهام قارئ تلك الإعلانات بأن دواوينهم «ما لك فيها مغز إبرة» وأن الخلق يتقاطرون عليهم من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق، لينالوا بركاتهم ورضاهم، مع ان ديوانية الواحد منهم «شبرة شينكو» مخالفة للقانون ومنصوبة على «أملاك الدولة» ولا تصلح للاستخدام الآدمي، ومساحتها لا تتعدى ثلاثة أمتار في مترين وربع، ولا يرتادها سوى «حمّود الأقرع» و«عويضة بولجمة»، وبقية الربع من تلك الشاكلة المشرّفة!
بيت القصيد والمهم بالنسبة لي ليس «التطنز» و«التبعطز» والسخرية من أولئك القوم، فنحن في «مجتمع ديموقراطي» و«للناس فيما يعشقون مذاهب»، ولكن المهم انني سأفعل فعلهم، واعلن اعتذاري عن «عدم تقبلي التهاني» بوساطة «المسجات» أو غيرها، ولأي مناسبة كانت، سواء لرمضان أو العيدين أو عيد العمال أو عيد «الأم المثالية»، أو «عيد النيروز»!
وارجو بهذه المناسبة من اخواني وأهلي وعشيرتي وأصدقائي والمقيمين في دول الجوار والمهجر وفي أصقاع الأرض كافة، عدم تهنئتي وتوفير فلوسهم والتبرع بها لـ «لجنة دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي» وعنوانها معروف لدى وزارة التربية سابقا، وزارة «الاذعان عن بعد» حاليا!