صالح الشايجي
لم يشهد تاريخنا السياسي الحديث «ثقافة التوافق السياسي» ولم يسع أحد الى تعزيزها وترسيخ مفهوم التوافق السياسي، بل ان الأمور - مع الأسف - تأخذ على الدوام منحى التوتير والتأزيم والدفع الى التصعيد ونصب الشراك من اجل ايقاع الضحية بشماتة وتشف.
ومثل تلك السياسة هي تعبير أكيد عن العجز والقصور عن بلوغ السقف أو - على الأقل - السعي اليه، سقف العطاء والمنح وترقية الحالة السياسية وتطويرها لينعكس ذلك بالتالي على الواقع العام في البلاد وازدهارها في شتى المناحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
إن سياسيينا - مع الأسف - غير مدربين على العمل السياسي، ودخلوا المعترك السياسي بكفاءات وقدرات قد تكون متينة وفعالة ولكن خارج الإطار السياسي الذي اتضح - جليا - عدم تمكـنهم من أدواته.
إن الثقافة السياسية هي المطلب الأكثر إلحاحا لتواجده في شخصية الرجل السياسي وعقليته، لأن السياسة قيادة والقيادة لها أدواتها التي تستعصي على الكثيرين من أولي العزائم، فلا تكفي الوجاهة الاجتماعية أو القبلية ولا المال ووفرته ولا المجاملات والطيبة والأخلاق الكريمة لخلق إنسان سياسي، رغم انها قد تؤدي بصاحبها الى قاعة البرلمان أو مجلس الوزراء، ولكن هذا لا يعني انها خلقت انسانا سياسيا ناجحا او حتى ساهمت في صنعه.
عدم وجود تلك الثقافة السياسية وعنصرها الاساسي هو «التوافق» وفق الممكن، هو الذي ادى بنا الى ان نكون في مثل هذا الوضع السياسي الحرج.