صالح الشايجي
الباكون على «لبنان» كاذبون كلهم!
هل قلت: كلهم؟!
أعتذر..، «بعضهم»!
هذا «البعض» الباكي، باكٍ هو أم مُتباك؟!
يذرفون دمعا لا طاقة لهم بردّه، أم دموعا تمثيلية لتكملة المشهد، مع تهدُّج الصوت وارتعاش الأطراف، وغمغمة، ثم يُسدل الستار وتتوالى الأكف بالتصفيق، فيذهب المتباكي لأمين الخزينة، ويقبض ثمن دوره، ويولي الأدبار، ويترك المسرح لمتباكٍ ثان، يأخذ الغنيمة ذاتها!
لا مشكلة في «لبنان» ولا قضية، وبما أنه لا مشكلة
ولا قضية، فإذن لا حل!
معادلة سهلة، بسيطة!
يقولون: اغتصاب سلطة! قول أراه مضحكا، أين هي السلطة في لبنان حتى تُغتصب؟!
إن كانت هي سلطة «لحود» ذلك الرئيس الثلجي، في ذلك القصر الثلجي، فهي لا سلطة، لأن الرجل ذا السلطة يُقال إن سلطته منتزَعة وغير شرعية، وهي سبب الكوارث لهذا البلد الذي كان مشروعا للجنة الموعودة في الشرق الحزين، فإذا به يضحي جهنم التي لا تني تقول: «هل من مزيد»؟!
أما إذا كانت سلطة الأكثرية المحبوسة في قفص «خمس نجوم» لا تملك إلا أن تصرح ويخاف عليها من موت سالب في العدد، يجعل الميزان في خسران مبين، فهي كما نرى لا سلطة، لأن السلطة تَحبس ولا تُحبس!
أم ان حكومة «السنيورة» هي موئل السلطة؟ لم أسمع بـ «سلطة» لا تملك «سلطة» بل يخرج عليها من يهددها من بطنها ومن داخل الحدود لا من خارجها، وهي أيضا تخاف من فتنة الموت، وتكتفي بالتصريحات الفضائية الجميلة على ألسنة وزرائها الأنيقين زيا ولغة!
مشكلة لبنان الحقيقية ليست هي الظاهرة على السطح، لا في رئيس مغتصِب للسلطة، ولا في أغلبية محبوسة، ولا في حكومة تنام في كهف السلطان «عبدالحميد»!
مشكلة لبنان «باطنية» في «عين الحلوة» و«نهر البارد» و«برج البراجنة» و«حماس» و«فتح» و«جبريل» و«حبش» و«عباس» و«مشعل» و... و..! فمتى تظهر تلك المشكلة على السطح؟ وإذا ما ظهرت فمن سوف يحلها؟!
دعوا عنكم ذلك كله، وتعالوا نبك على لبنان حينذاك!