صالح الشايجي
«كلنا نحب الكويت»، ولكن لفظيا فقط، لا عمليا!
حين تأتي ساعة الكشف الحقيقي عن «الحب» نسقط جميعا، إلا من رحم ربي!
تلك الاعتصامات المتوالية من قبل بعض موظفي «الحكومة» والتي تطالب بزيادة الرواتب وبكوادر خاصة، والتي ينشأ عنها تعطيل مصالح البلاد، كما حدث في قطاع الأطباء الذين تقدموا باستقالات شبه جماعية، إن لم يُعدّل كادرهم، ومثلهم موظفو الطيران الذين هددوا بتعليق العمل في المطار، وتكبيد البلاد خسائر جمّة، وتعطيل مصالح الناس للسبب ذاته، تلك أمور تدل دلالة واضحة، على ربط العمل بالمصلحة الخاصة والذاتية، لا كخدمة عامة مدفوعة الأجر يقدمها الإنسان للمجتمع!
قد لا نلوم هؤلاء المضربين والمعطلين والراجمين قلب الوطن بسهم مسموم، من أجل دريهمات قليلة ينفقونها على زينتهم وزيادة الترف والرفاهية على حياتهم، ولكن اللوم الأكبر على حكومة، أو هي حكومات متتالية، وثقافة مجتمع ربط علاقة المواطن ببلاده بكم الأموال التي تغدقها هذه البلاد بفم «محبها» لا بكم الحب في قلبه!
ولعل ما يشجع هؤلاء الشرهين، تلك الأصوات النقاقة الصادرة من مجلس الخمسين سلطانا، الذين يحرضون هؤلاء الموظفين اللاهين بشرب شاي الضحى وجلسات السوالف و«الحش» والنميمة، والذين لا يدري معظمهم طبيعة عملهم، حتى الأطباء منهم والذين بدل ان يتابعوا ويبحثوا ويدرسوا ويقوّوا قواعدهم العلمية، نراهم ينصرفون الى الزَّبد والى ما لا ينفع الناس ولا أنفسهم فصاروا مصدرا للمرض والسقام، لا أطباء يطبّبون العلل ويداوون الجراح.
وأعضاء المجلس يقصدون بذلك التحريض احراج الحكومة التي ما إن تسمع تهديداتهم، إلا وتصيح «لبّيك»!