صالح الشايجي
من ظن أن زمانه ذهبٌ كله، نام على الصفيح وأحرقت الشموس جلده! حيث الأزمان متقلبات متحولات، والأحوال لا تستقر ولا تدوم، و«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»!
إنها حكم الحياة، ولكن أنّى للإنسان الغافل الجاهل، أن يعيها وقد استبد به الغرور فطغى وتجبّر!
أقول ذلك وأقترب من تلك الحكمة، وقد استقر في يقيني ما أظهرته نتائج الانتخابات البرلمانية في «الأردن» حيث تهافت الإسلاميون هناك وسقطوا سقوطا مدويا ومخجلا، ففقدوا عشرة مقاعد في ضربة واحدة، ولم يتبق لهم سوى ستة مقاعد عوراء عرجاء بكماء صماء، لا تجعل أصواتهم في السمع، ولا مناظرهم في العين!
تلك النتيجة المخزية لذلك الفريق الذي ظن نفسه سيد الأرض وطاويها وهادمها وبانيها، دفعتهم لأن يقولوا: إن لم تأت النتائج بحسب هوانا، فإننا سنلجأ الى «طرق غير ديموقراطية»!
إنها لطمة أفقدتهم صوابهم وجعلتهم يتخبطون كمن مسّه الجنون، فهاموا على وجوههم دون هدى ولا هداية، لم يسلموا بالأمر الواقع، ولم يقتنعوا بالقول الحكيم «قد تستطيع ان تخدع بعض الناس بعض الوقت، ولكنك لن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت»! بل ان غرورهم صور لهم ان الدنيا ومقاليدها باتت في أيديهم، وان البشر طوع بنانهم، يأمرونهم فيأتمرون بأمرهم، وينهونهم فينتهون!
قد يجري الإنسان وراء السراب حينا من عمره، ولكنه سيدرك حتما خداع ذلك السراب ويتوقف عن الجريان إليه! ان الانسان عقل وتجربة واستنتاج، وذلك ما لم يدركه اسلاميو الأردن الذين زرعوا سرابا في الأرض وقالوا للناس الحقوه وأدركوه، حتى صدقهم الناس وركضوا وراء ما زرعوا الى ان أدركوا خداع ذلك السراب الذي يحسبه الظمآن ماء!
هي صحوة الإنسان التي لابد انها آتية، وان طالت غفوته!