صالح الشايجي
المثقفون أمة مثلجة!
ألا ترى ذلك النافخ في غليونه؟! الأشعث الأغبر، ذا الشارب الكث والعينين المغمضتين على أزمنة الدخان والرماد؟!
هذا مثقف من زمن «التفاضح العكسي» و«التيار المقاوم» و«السفينة الجسدية»!
حديث كالحديد، نار كالثلج، لغة جديدة تُسمّي «النملة» إرهابية متعطرة بالرمل!
دول العربان تحتفي بـ «المثقفين» أو «تختفي» بهم أو وراءهم، لأنهم بلا أجساد منظورة للعامة، أو بالعيون المجردة، ولا حتى بالعيون الزجاجية!
شاعر يرسم لوحة على «قافية» حذائه!
رسام يلون الجمر المشتعل بالأزرق المشوب بـ «شارب» زوجته!
روائي يكتب على طرقات الحنين من ثلاثة أسطر ونصف، ويعتزل الأنباء المتضاربة حول «مدرسته الأدبية»!
يملكون - أعني هؤلاء المثقفين - أدوات زئبقية، وطناجر وشوكا وسكاكين، من أجل تشريح الواقع ومن ثم طبخه!
«المتنبي» حظه «يكسر الصخر» أو «يفلق الحجر» لأنه عاش قبل زمن «الأمة المثلجة» - المثقفين - لذلك أخذ فرصته، ولو أنه عاش - لا قدّر الله - في زمنهم، لكان متسوّلا أميّا جاهلا، لا يشفع له «سيف الدولة» ولا «كافور»!
نشكر الزمن الذي ساعد «المتنبي» على الإفلات من زمن المثقفين!
نشكر «المجلس الوطني لرعاية الفنون والآداب والثقافة»، وأعتذر إن نسيت بقية اسمه، أو ارتكبت خطأ في ترتيب الاسم!
إنه مجلس يستحق الشكر فعلا، لأنه استورد «فريزرات» حديثة، «ماتخرّش الميّة» للمحافظة على هذه «الأمة المثلجة»!
نقصد «المثقفين»، نعم لأنهم سريعو الذوبان!