صالح الشايجي
بينما الدنيا الفلسطينية في «حيص بيص» و«انابوليس» ووفد «رايح» ووفد «جاي»، ومبعوثون دوليون يتقاطرون على «رام الله» من كل حدب وصوب، و«حماس» تصوّب من كل صوب، تستمطر سماء اسرائيل ماء وزادا ووقودا ومازوتا وكهرباء، وتمطر أرضها بالصواريخ العابرة للقنوات الفضائية والأرضية، و«هنية» يتوعد و«الزهار» قد توكل على الله وجرد حسامه البتار المهند وركب صهوة جواده الأبلج وعقد العزم على تحرير «فلسطين» وحز رقاب اليهود رقبة إثر رقبة، وبقر بطون حواملها بطنا إثر بطن، و«بقية الهتيفة» يهتفون بالنصر المبين وانبلاج الصبح الأمين!
بينما ذلك وكل ذلك والى ما هنالك وكذلك، نقرأ إعلانا في صحفنا يدعو هواة الشهرة ومحبي الظهور والراغبين في نشر صورهم وصورهن في الجرائد البالغة عشرا - حتى كتابة هذا المقال - الى التواجد اليوم في جمعية الخريجين ومعقل المناضلين ومحط آمال المجاهدين، الى لقاء تقيمه لجنة «كويتيون لأجل القدس»، ولا أدري أين ذهبت رام الله والبيرة ونابلس وغزة والناصرة وبقية المدن الفلسطينية، ولماذا هم لأجل القدس فقط؟!
أما مناسبة المهرجان «التصويري» فهي مرور عشرين عاما على استشهاد «ناجي العلي»! وأيضا نسأل لماذا استشهاد «ناجي العلي»، رغم ان الفلسطينيين يقدمون كل يوم عشرات الشهداء، ماعدا أيام العطل والمناسبات الرسمية؟!
أسئلة كثيرة تحتاج الى إجابات، حتى بعد «الاستعانة بصديق»، أو «حذف إجابتين»! لأن المسألة واضحة ولا تحتاج الى مزيد من التوضيح الذي ربما يفسد «الطبخة»! «الحس القومي» شغال عند الجماعة وهم وهن لا ينامون على «ضيم» والقدس «محتلة» ولابد من تحريرها، لا بـ «الروح والدم» كما يقول المتخلفون والرجعيون، بل بالتصوير و«البوفيهات» الناعمة و«البتي فور» و«بلاك فورست»، والكعوب العالية و«الفرير» و«الغتر المنشّاة» و«اللي ما يشتري يتفرج» و«دقي يا مزيكة» و«حصوة في عين اللي ما يصلي على النبي»! المهم اننا «كويتيون لأجل القدس»!