صالح الشايجي
لو كان متاحا لأصحاب العقول ان يصلحوا اوطانهم، لكانت اوطانهم بخير!!
واضح ان ثمة عداء عربيا سياسيا للعقول او اصحاب العقول، وان ثمة توافقا وتراضيا مع الموتّرين من اصحاب انصاف العقول وربما ارباعها.
في كل بلد عربي يمر بأزمة -علما لا بلد غير عربي يمر بأزمة- نجد في هذا البلد عقولا قادرة في امكاناتها الاصلاحية العقلية، على اصلاح الكون لا بلدهم فقط، ولكن هؤلاء المفكرين وكبار العقول، معزولون عن القرار، يظهرون فقط على الشاشات وربما في المجالس والندوات والكتب والمحاضرات، ليبدوا آراءهم الاصلاحية والتعديلية الشاملة ويطرحوا حلولهم وعلاجاتهم الناجعة، ولكن مع الأسف تروح هذه الآراء والحلول العقلانية ادراج الرياح ويطويها النسيان ويأكلها الهواء، ويحال بين اصحاب تلك العقول وبين مكان القرار السياسي والسيادي!!
مع الأسف الشديد، ان يكون العقلاء والمفكرون والمثقفون الوطنيون هم من الدهماء والعامة في بلداننا العربية، يعيشون في الظلام وبعيدا عن الاضواء الباهرة التي تنتج قرارات فعلية، بينما نجد على السدة وفي المقدمة والموقعين على القرارات المصيرية من لا يماثلونهم لا في عقل ولا حكمة ولا ثقافة ولا حتى وطنية.
وتلك -لعمري- علة العلل ومصيبة المصائب التي تجر على بلداننا العربية المصيبة تلو المصيبة، والازمة في اعقاب الازمة، وتتوالد جراءها المعطلات التنموية وتسود الفوضى ويعم الارهاب وتنتشر الافكار المتطرفة وينساق الناس الى سفاسف الامور وتنمو في نفوسهم الروح الشرهة والانانية والخوف على المصير وعدم الثقة والاحساس بالأمان.
لابد ان يتقدم اصحاب العقول الصفوف ويتبوأوا مركز القرار والصدارة ويتاح لهم ان يكونوا هم رؤوس الدول وراسمي سياساتها وقراراتها، اذا ما كنا -فعلا- او كانت البلدان العربية تهدف الى الاستقرار والتنمية والخروج من دائرة الأزمات!!