صالح الشايجي
ما يسمى بـ «المثقفين العرب» - في حال أخذناهم ككتلة واحدة، واستخدمنا «ما» الجماد أو من يسمون بـ «المثقفين العرب» واستخدمنا هنا «مَنْ» العاقل - لا «ما» الجماد - في أي الحالتين اللغويتين لا يكمن موضوع الحديث، بل ان القصد، هو أن تلك الجماعات المسماة بـ «المثقفين العرب»، هي جماعات لا ينطبق عليها «الوصف»، وهي اسم على غير مسمى! بل جل ما نستطيع أن نطلق عليهم هو صفة «معرفيين» لا مثقفين، بمعنى انه قد يكون لديهم قراءات ومعارف وذاكرات قوية، ولكنهم ليسوا مثقفين!
ذلك ان المثقف هو الانسان المتعاطي الحياة والمتفاعل معها، الذي يؤثر بها وتؤثر به، وهو ذو العقلية المتجددة لا المتجمدة، والجادة لا الجامدة.
وذلك ما لا يتصف به من يسمون بـ «المثقفين العرب» ولا أقصد التعميم بكل تأكيد!
من المعروف أن من يسمون بـ «المثقفين العرب» هم امعات عمياء ومقلِّدون وتابعون، حكروا الفكر والثقافة في السياسة وفي جانب «اليسار» منها، وهذا الواقع المزري وغير الحقيقي لمفهوم الثقافة، أدخل أمثالهم والمسطحين فكريا والسذج والبسطاء دائرة المثقفين، ما داموا «يساريين»، حيث بات كل يساري مثقفا، حتى ان لم يستطع تهجئة كلمة واحدة، وصار الرفض للواقع هو شعار المثقفين وبالتالي التعالي على الآخرين حتى ممن يفوقونهم ثقافة وفهما، وذلك بسبب عجزهم عن التعاطي مع الواقع وفهمه، فكان رفضهم نتيجة عجز لا اقتدار!
ومما يزيد وضعهم رزءا وحراجة ارتباطهم بالحكام الدمويين والديكتاتوريين الذين رفعوا شعار الثورية، وتحت ظلاله وأستاره راحوا يقمعون الناس ويسلبونهم حرياتهم وكراماتهم، ولم يجدوا من يطبل لهم سوى هؤلاء «المثقفين» سواء من شعوبهم أو حتى من الشعوب العربية الاخرى! وما تعلقهم بصدام حسين إلا أحد الامثلة التي تؤكد خروجهم من دائرة الثقافة فضلا عن تبعيتهم وانسحاقيتهم.
مثل هؤلاء يخضعون في الدول المتقدمة للعلاج النفسي، بقصد تعديل الخلل في تلافيف أمخاخهم، ويعتبرون حالات مرضية، بينما يسميهم العرب «مثقفين»!