صالح الشايجي
هزني وألجمني وآلمني، ما كتبه احد اعضاء مجلس الامة، في صدد حديثه عن «التجنيس»!
فلقد بانت في كلامه المكتوب لهجة التعالي ولغة الكبر الانساني المذمومة التي تحمل كل مجافاة للانسانية، وتضرب في شعاب العنصرية، وتقيم سرادقا للقيم المطمورة والمغيبة في تفاصيل مقالته!
في معرض انتقاده لما يتردد عن الشرائح المزمع تجنيسها، ضرب العضو المحترم في مقتل عديدا من تلك الشرائح وهم «الطباخون والبنشرجية والحلاقون»، وبالقدر نفسه من التعالي والكبر والنظرة الدونية اضاف اليهم شريحة «الفنانين»!
كيف يحمل نائب عن الأمة مثل هذه النظرة الدونية وهذا الكم من الغرور والتعالي على عباد الله الذين لا ذنب لهم سوى انهم لم يكونوا من علية القوم والاغنياء والاكابر واصحاب الوظائف العالية؟!
أستغفر الله من مثل هذا التعالي وهذا التجبر والتكبر! والاستغراب والاستهجان يبلغان مداهما اذا ما علمتم ان ذلك النائب المحترم تربى ونشأ وترعرع في حاضنة اسلامية ومنها انطلق الى العمل السياسي واحتل مقعده في المجلس النيابي! فهل هذا هو الاسلام؟! هل من الاسلام التعالي على البشر حسب اوضاعهم الاجتماعية او المالية؟! ألم يقل لنا الاسلام اننا سواسية كأسنان المشط؟! وان التقى هو الزلفى الى الله، لا المنصب ولا المال ولا الجاه! أم ان هناك اسلاما يستخدمه البعض لمجرد الوصول الى البغية وتحقيق المأرب فقط، دونما ايمان حقيقي بتعاليم الاسلام التي تنص على المساواة والاخاء بين البشر وأقله المؤمنون منهم!
وان كان لي من اضافة علامات استغراب كثيرة تتوالد وتتناسل لتضحي قبائل وعشائر من الاستغرابات، هو حشر «الفنانين» ضمن الشرائح الانسانية المتدنية! يعني حسب مفهوم النائب الفاضل فإن «بيكاسو» و«موزارت» و«بتهوڤن» و«سيد درويش» و«عبدالله فضالة» و«أم كلثوم» و«صقر الرشود» و«عوض دوخي» وقوافل الفنانين كلهم لا يستحقون الجنسية في نظر السيد النائب المحترم، لأنهم ذوو مهن دونية!
أبعد ذلك نستغرب تخلفنا وانحدارنا، اذا كان هذا هو رأي نوابنا، والإسلاميون منهم بالذات الذين ضربوا بالاسلام عرض الحائط؟!