صالح الشايجي
ظلم وجور، الادعاء بأن استجواب «وزيرة التربية» هو بقصد «إصلاح العملية التعليمية»!
لابد من خجل قليل لن يضر صاحبه، كما لابد من احترام - ولو قليل أيضا - لعقول الناس، لأن الناس الكويتيين أكثر وعيا وفهما وإدراكا للحقائق من السادة أصحاب الاستجواب والمتسلقين على جدرانه والسابحين في بحور كلماته والمندسّين بين حروفه، من أجل شيء من النجومية أو اللمعان، وقد أحسوا أنهم نجوم مطفأة وقعت في المنطقة المظلمة فلا ضوء يصيبها ولا تلوح لعين الرائي ببصيص من نور!
أنا - كما سبق - لا أدافع لا عن وزيرة التربية ولا غيرها من الوزراء، لأن كل ما يصيبهم هو من صنع أيديهم، وهم الذين دخلوا «الخيّة»، بأرجلهم، وهم «اللي جابوه لأنفسهم»! ولكنني أدافع عن الحق والحقيقة وكرامات الناس ومستوى وعيهم وإدراكهم وقدرتهم على الفهم والتمييز والتقاط الحقائق!
ليست نورية الصبيح ولا مجلس جهابذة القرن الذي تمثل فيه «نورية» ركنا من أركانه، بقادر على إصلاح التعليم، لأن التعليم - يا سادة المعرفة - ليس ثلاجة «ما تبرد» ولا سيارة «تنتّع» حتى يتم إصلاحه بسهولة إصلاح الثلاجة والسيارة! التعليم عملية معقدة في تنظيمه وفي إصلاحه!
إن إصلاح التعليم يبدأ أول ما يبدأ بالحرية، حرية المعرفة وفتح الأبواب وإشراع النوافذ لأصناف المعرفة كلها حتى ما يتعارض مع «عاداتنا وتقاليدنا»! وإصلاح التعليم يبدأ بإصلاح «المتعلم» و«المعلّم» فإذا ما كان «المتعلم» محصورا في كهف مظلم لا يُسمح للنور بأن يتسلل إلى نفسه وعينيه وعقله، فلن يتعلم بل سيبقى أسير ذلك الكهف وظلامه وظلاميّته، أما «المعلم» فهو كان في يوم من الأيام ابنا لذاك «الكهف» تعلّم وتربى فيه، فماذا سيعطي غير ما تلقاه في ذلك الكهف المخيف؟!
تسقطون «نورية الصبيح» أو تسقطون الوزراء كلهم واحدا تلو الآخر بلا شفقة ولا رحمة فذلك شأنكم، فعندكم سكاكينكم المصقولة وللوزراء رقاب سمينة! أما أن تحاولوا الضحك علينا وغشنا في ضحى النهار والشمس شامسة في وضح النهار وضحاه، فذلك أمر مرفوض، نستهجنه ونستهجنكم معه! أما إن سألتموني عن الخطوة الأولى في إصلاح التعليم فإنني أقول يجب حل المجلس وتسريح أعضائه وإلزامهم بدخول نظام التعليم الإلزامي، في معاني الديموقراطية!