صالح الشايجي
قد يتسرب الى أفهام البعض ومعتقداتهم ان الممارسات السمجة لبعض أعضاء مجلس الأمة، وانحراف العمل البرلماني عن مساره الصحيح، وتلك الألاعيب والبهلوانيات الصادرة عن البعض من «ممثلي الأمة»، سوف «تكفّر» الناس بالديموقراطية!
ولطمأنة ذلك البعض المتخوف من كفرنا بالديموقراطية نتيجة ما سبق أقول ان العكس صحيح وغيره كسيح، فإن تلك الممارسات الديكتاتورية التسلطية العشوائية الصبيانية الصادرة من مجلس الأمة، هي التي تجعلنا أكثر إلحاحا ومطالبة بالديموقراطية، ولكن الديموقراطية الحقيقية القرينة للحرية والتي تسود فيها الأمة ولا تستعبد مثلما هو حادث الآن!
إن ممارسات مجلس الأمة وما يصدر عنه، هما المسبب الأكبر لمطالبتنا بتعزيز النهج الديموقراطي الصحيح وإفشاء الأسس الديموقراطية الحقيقية التي لا يعتبر البرلمان إلا شكلا وواجهة لها، ولا تختزل به ولا تختزن في أفهام أعضائه.
إنه من الخطأ الشنيع والمعيب الظن أن ما يجري في بلادنا وما يحدث هو ديموقراطية، بل ان الدول المعروفة بديكتاتوريتها وشموليتها، لم يصب فيها مواطنها أو يضار، مثلما تضرر المواطن الكويتي مما هو قائم الآن تحت مسمى «ديموقراطية»!
مثلما ان المستشفى لا يقوم بدون أطباء ومرضى وأدوية، ومثلما ان المدرسة تحتاج الى معلمين ومتعلمين حتى تكون مدرسة، فإن الديموقراطية أيضا حتى تكون ديموقراطية، فلابد لها من ديموقراطيين! وصحيح ان عندنا ديموقراطية أو أسس ديموقراطية «دستورا»، انتخابات، مبنى للبرلمان، ولكن ليس عندنا ديموقراطيون لا بين الناخبين الذين يتهافتون على صندوق الانتخابات، كلما لعلع الدلال يدعوهم الى اسقاط أوراقهم في «الصندوق»، ولا بين المرشحين الذين يسعون الى المجد والخير الوفير وموفور النعم الذي سيغمرهم به نجاحهم في البرلمان، ولا أيضا في الحكومة التي جعلت من مجلس الأمة صنما يتعبده عشاق «الديموقراطية» ويكتفون بذلك!
لابد ان يكون لدينا ديموقراطيون فهم الوقود الحقيقي للديموقراطية، أما ما عندنا فهو ديكتاتورية مغلظة مغلفة بقشرة «ديموقراطية» لزوم التباهي والتفاخر!
ولكن الديموقراطية لابد آتية بعد ما يطيح الديموقراطيون بأشباه الديموقراطيين الحاليين!