صالح الشايجي
كتب «طالب الرفاعي» مهندس الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معللا إحجام الناس عن حضور المهرجانات والندوات الثقافية التي شهدتها البلاد مؤخرا، وعزا ذلك الى أسباب عدة، ولكنه - على ما يبدو - خشي أن يأتي على «بيت القصيد»، وابتعد عن «مربط الفرس»، لأن «بيت القصيد» - كما أظن - فيه علل وزحاف، يخشى «طالب» الوقوع في مكامنها وأشراكها الخادعة! وابتعد عن «مربط الفرس» لأن لديه سيارة، والسيارة لا تحتاج الى «مربط» بل الى «parking»!
وانني إذ أجمل «بيت القصيد» و«مربط الفرس» في الرد على «طالب»، وأنا لست ممن ينشدون «القصيد» ولا يمتطون صهوة «الفرس»، فلأنني طير أحلق في فضاء واسع يمكنني من رؤية الأشياء بصورة «شبه جيدة» تتيح لي ان أشرك أخي «طالبا» بها، عله يستفيد مما أراه ومما لا تتيح له ظروفه الوظيفية رؤيته!
فيا أخي مجلسكم عليل كسيح أعمى لا يهتدي وأصم لا يسمع وأبكم لا يحسن الحديث، يتخبط في دنيا لم يعد لها، مكتّف مصفّد مغلول، ومرمي في بحر متلاطم الأمواج، وقالوا له: عُم واسبح وأنقذ نفسك!
ليس الناس يا «أخي» هم المحجمين عن «الثقافة»، بل ان مجلسكم لا يقدم «ثقافة»! إن الفضائح المجلجلة التي ترافق «معرض الكتاب» الذي تقيمونه سنويا، والكتب الممنوعة والمحرمة والمحصنة عن القراءة وذلك التسوير الرهيب والتطويق اللذين يضربهما مجلسكم ورقابتكم وقراراتكم الإدارية حول الكتب «الممنوعة»، كفيلة كلها بإفشال مشروعكم «الثقافي» بل من المفترض ان تعجل بحل مجلسكم وتسريحكم في سوق الثقافة الحقيقية حتى تتمكنوا من قراءة ما يقرؤه الناس وتتثقفوا بما يثقف الناس! لا ان تقذفوا الناس بحجارة وأنتم - عفوا - أقصد مجلسكم من يستحق الرجم بلا هوادة ولا رحمة حتى يستتاب أو تفيض روحه!
نضيف الى ذلك مهرجاناتكم وندواتكم «الثقافية» فأنتم تأتون بواحد أكتع أجدع منفوخ بالنرجسية الكاذبة وبالجهل الفاضح ليحدث «الكويتيين» عن «تاريخ صحافتهم» ليخرج وتخرجوا معه بفضائح لعلعت وطبّقت الآفاق وسمع بها الشانئ فسعى فيها تفشيا وتشفيا! وتأتون بـ «جابر عصفور» العقلاني المتزن، فينال نصيبه من القدح من قبل بعض «الخوارج» فلا تسعون للدفاع عنه، خوفا على مملكتكم!
يا «طالب» لست أقصد رجمكم أو عد عيوبكم وتعديد قصوركم (من التقصير) بل أدرك ان الوضع في البلاد وكم المحرمات والتدخلات لا يصنع بيئة ثقافية، فأنا أتجاوزكم في نقدي لمن هو أكبر منكم، أما أنتم فمجرد «رموز» لهذا الواقع الثقافي الفاسد في البلاد! وتحملوا نصيبكم مادمتم رضيتم ان تكونوا «رموزا»!