صالح الشايجي
لست ممن ينخدعون بالسراب الذي يعد العطشان بماء فيخدعه، ولا بذلك الضوء المتخافت المتهالك الصادر من عود ثقاب بينما أنا في بحث عن ضوء قمر يسطع فلا يكذب!
ولكن البعض المتآمر - مع الأسف - ينخدعون، يحبون السراب ويهفون إليه رغم عدم عطشهم، ويرقصون على ذلك الضوء المتخافت، والذي تكذبه آهة من صدر طفلة فتطفئه فيموت سريعا وينقضي.
في سخرية مريرة أرادوا ذر ذرات من السكر المالح في أفواهنا، من باب الخديعة والتحذير، فبعد جلسة استجواب «نورية الصبيح» تكالب علينا المتآمرون في الحكومة ومجلسها (مجلس الأمة) فأقروا ثلاثة قوانين وأقاموا زفة وشنة ورنة ونحروا الخراف وتباركوا بدمائها، ليعلنوا أنهم بلغوا سدة العلا ونالوا مرتبة الشرف «الوطني» وانهم أضحوا قاب قوسين أو أدنى من تحويل الكويت الى «مركز مالي واقتصادي»!
ذلك أشد فظاعة وأكثر ألما من «الخديعة» و«المؤامرة»، انه سفك للحياء البشري والتفاف على مدارك الناس واهتماماتها وأولويات بناء الوطن والإنسان!
أيها المبجلون الكرام في الحكومة وتابعها «قفة» ليست تلك القوانين الثلاثة المضروبة، هي التي نمني النفس بها ونغني لها ليل نهار، نُعشب الأرض ونطلي جدران السماء من أجلها، فمثل تلك القوانين تحصيل حاصل وتطبيل مطبل ذي طبل أخرق مخروق، لا تعنينا بشيء، وان اعتبرتموها دليلا على التعاون بين «السلطتين» وخروجا من الأزمة فإننا لسنا معنيين بتعاونكم الذي لا نراه إلا تآمرا علينا نحن البشر الطيبين، ولا نفرح لخروجكم من «الأزمة»، لأننا نسعى الى بناء إنسان حر كريم سيد في بلاده! نسعى الى ديموقراطية تحقق العدل والمساواة بين الناس فلا تغليب لهذا على هذه ولا لتلك على ذاك! نسعى الى تحجيم دور «أهل الكهف» أشباح الزمن المغبر وسكنة التاريخ المظلم، فلا يجبروننا على تسلق أفكارهم وتملقها والخضوع لها والخنوع أمامهم لتكتب علينا الذلة والمسكنة دون شعوب الأرض أجمعين.
إنكم بقراراتكم وقوانينكم تلك و«فرجة» التعاون المزعوم بينكم، إنما تطيلون أمد عذابنا ومرارنا منكم، فهل أنتم تفقهون أو تسمعون؟! أم انكم سكارى منتشون
بـ «انتصاراتكم» المتوالية علينا؟! فلا أذن لكم تسمع ولا قلب يرق ولا عين تدمع على أحوال استعبادنا في بلادنا.
لبئس تعاونكم وقوانينكم، ولبئس مجلسكم وحكومتكم! نحن أحرار الكويت فلن تخدعونا!