صالح الشايجي
كان حجرا بلا وجه، كتلة صخر قُدّ منها وجهه!
حين تكسرت رماح الصليبيين في القدس، ودُفنت تحت أسوارها أعلامهم، وولّوا وجوههم شطر بلدانهم الباردة وأبحرت سفنهم تبغي الخلاص، أخذوا معهم «ما خف وزنه وغلا ثمنه» من متاع وزينة، وتركوا فيها أتباعهم وخدمهم وحاشياتهم الرخيصة الزائدين عن الحاجة.
«جورج حبش» ذلك الذي بلا وجه إلا ما قدّ من صخر، هو من نسل أولئك البقايا الصليبية!
كان سهلا أن تتلقفه «اسرائيل» في بدء نشأتها، في سبيل توطيد مشروعها وتأكيد شرعيتها!
لأنه «بلا وجه» فإن الحقد عنده يتناسل، جذوة لا تنطفئ.
زرعوه في «بيروت» لينشئ «حركة القوميين العرب» التي كانت تقوم بما تقوم به «حماس» هذه الأيام، تعطي المبررات لإسرائيل وتمهد لها الدرب وتفرشه بالحرير، فتجد اسرائيل الدرب أمامها ممهدا سهلا يسيرا لتفعل ما تفعل!
طوروا بعد ذلك مركزه ورصّعوا وجهه الصخري بالملايين، لينشئ «الحركة الشعبية لتحرير فلسطين»!
ونعم الاختيار! واحد من «بقايا الصليبيين» ومن أوفى أتباعهم وخدمهم هو الذي سيحرر «فلسطين»!
خطف الطائرات المدنية الغربية، وفجّرها، واسرائيل الآمنة ترقص من فرح، والعالم يدين الهمجية الفلسطينية. ذلك ما تريده «اسرائيل» وذلك هو السيناريو المكتوب للزنيم «الصليبي» الذي يحمل حقدين مزدوجين: حقدا على أسياده الصليبيين الذين خلّفوا أجداده مع رخيص متاعهم وما زاد عن حاجتهم، وحقدا على العرب الذين جاء أجداده لغزوهم ومحاربتهم واحتلال بلادهم.
حين احتل «صدام حسين» الكويت، كان ذو الوجه الملعون واحدا من البيارق التي رفعها وكان طبلا يقرعه «صدام حسين» كلما هاج وأصابه السعار!
حمل لـ «صدام حسين» رسالة «اسرائيل»: أرسل يا «صدام» صواريخك البلاستيكية لتقع في الضفة الغربية فتكسر عمود إنارة أو بسطة بائع فلافل، فنظهر نحن الحلم والحكمة فلا نستجيب ولا نرد، فنكسب بذلك عطف العرب والعالم علينا! فكان ما أرادت اسرائيل!
وبموت «جورج حبش» تعلن اسرائيل الحداد الأسود ولا نرفع نحن بيارق الفرح لأن الصخر الملعون لا يموت!