صالح الشايجي
بعض «المتحذلقين الأغبياء» من كتّاب الصحف ومن حملة المباخر وحارقي البخور وناقري الدفوف في المواكب والأعراس ومن المصطفين طواعية أو إجبارا وراء كل «هيصة ليبرالية» مزعومة، تورطوا في مواقفهم المتلونة والتي بدوا فيها كمن يلبس «الوزار» فوق «بدلة سموكنج»!
تجدهم تارة في سوق «المهارة» يبحثون عن «وزار» يئتزرون به، وتارة في متاجر «باريس» و«نيويورك» يبحثون عن أرقى البذلات الافرنجية وربطات العنق، وتارة ثالثة يجمعون هذا على ذاك، في مشهد كوميدي ساخر ضاحك!
مشكلة أولئك «المتحذلقين الأغبياء» انهم يريدون الآخرين صمّا بكما عميا، لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يرون، أما إن رأى الاخرون وسمعوا وتكلموا، فيا للويل ويا للفضيحة ذات الجلاجل! وما لهم من حيلة سوى توجيه سهامهم التي لا تسقط جناح بعوضة حتى وإن تمكنت منها وأصابتها، لتخرج البعوضة بعد ذلك وتقول «هل أصيبت السهام بسوء»؟!
أنا - شخصيا - أشفق على «أولئك» المتحذلقين الأغبياء، لأن «شورهم مو بيدهم» أو ان قرارهم ليس بأيديهم، فهم يملى عليهم ما يكتبون وما يتخذونه من مواقف وحتى ما يلبسونه من أزياء، فإن قيل لهم البسوا اليوم «الوزار»! قالوا: حاضر عمي ولبيك! واذا طلب منهم ارتداء البذلة و«الكراڤتة» أجابوا سريعا: yes sir! وإن قيل لهم: حطوا «الوزار» على البذلة لبوا مسرعين ورقصوا على أغنية: «أنا مانساك
لو تنسى»! لوحة درامية كوميدية ساخرة.
المصداقية صفر مكرر والتلون في أقصى درجاته وينافسون بذلك «سمك الزينة» ذا البيوت الزجاجية الهشة، وما يفضل سمك الزينة عليهم ان سمك الزينة مسالم وجميل وألوانه براقة، ويدرك ان بيته من زجاج لذلك لا يتعدى ولا يتحرش ولا يناور، وكذلك لا يغير مواقفه، أما أولئك «المتحذلقون الأغبياء» فإنهم على «حسب الريح ما تودي الريح» وحسب «أمر المعازيب» امدح: مدح، اقدح: قدح، ارقص: رقص.
ليس عندي اعتراض على تلونهم فهم أحرار، وكل إنسان بحسب ملكاته وقدراته العقلية والمصلحية ولكن ليس عيبا أو خطيئة اكتشافنا لهم والتدليل عليهم في سوق المواقف والمتاجرة بالكتابات المتناقضة، فهذا هو دورنا ولم نأت إثما او نقترف ذنبا إذا ما وصفناهم
بـ «الأبواق»، وهي غير «البوّاقين»! «يا مربوط»!