صالح الشايجي
أين الطبل وأين الطار؟! وأين العود والمرواس؟! وأين العارضون يعرضون بسيوفهم، في عيدك يا وطني؟!
أين المائسات بقدودهن «اللافحات» بشعورهن رقصا على «السامري» و«الخماري» و«القادري» و«الفريسني» الجاليات السواد عن عيدك يا وطني؟!
أين «الصرناي» يئن، يصيح، يبوح بشكواه لسماء الوطن؟!
أهكذا بات عيدك يا وطني، ساحة للحزن الأسود وللفرح الأبله وللدّاجّين الهائمين في فلاة على وجوههم؟!
زرعوا لك السراب يا وطني، وقالوا لك: ماء فاتبعه، فالهث ولتتقطع أنفاسك على الطريق فلا تدرك شيئا، سوى الخيبات والجراح المثخنة في صدرك وفي صدور أهلك وناسك ومحبيك!
وعدوك بـ «المن» فأعطوك «البصل»، وأمّلوك في «السلوى» فأطعموك «فوماً»!
موائدهم مسمومة يا وطني، فلا تقربها!
مـــاؤهم ملح أجـــاج! ومـاؤنا عــذب فرات!
سكبوا في أذنك معسول الكلام، فجدعوا أذنك حتى لا تحفظ وعودهم!
كيف صرت هكذا يا وطني؟! دار خراب ويتم وحزن؟! بكاء وعويل وويل وثبور لمن أحبك؟!
لقد ذبحوك يا وطني ورقصوا على جراحك! وعدوك بعيد فسلخوا جلدك وتوزعوا أوصالك مثلثة!
صلبوك وعلقوك على بوابات سورنا، ودعونا للرقص في «عيد ذبحك»!
في عيدك يا وطني، لا أدري هل أعزيك؟ أم أتقبل بك العزاء؟! هل أعزي نفسي؟! أم أن الموتى لا يُعزّون؟!
كلنا موتى في وطن يموت بإرادته!