صالح الشايجي
كل شيء تصورناه، تصورنا مثلا ان يحتج بعض أعضاء مجلس أمتنا العتيد على وكالة «ناسا» الفضائية لأنها تطلق مركباتها الى الفضاء الخارجي دون أخذ «فتوى» أو دون تقديم دراسة جدوى للمجلس العتيد!
وتصورنا كذلك ان يحتجوا على «التناضح العكسي» و«الازدواج الضريبي» وأشعة «اكس» التي تكشف عورات العورات، أو ان يحتجوا على تقرير «فينوغراد» وولاية «بان كي مون» على الأمم المتحدة، وان يحتجوا على الجرف القاري والهندسة الوراثية ونظرية «بافلوف» وقناة «بنما» والقناة الهضمية وبذور اللقاح وهواء «الكوس» وريح «الشمال» وعلاقة قيس بليلى وعنترة بعبلة وعدم صحة ولاية ملكة بريطانيا على بلادها، لأنها ولاية عامة والمرأة لا تصلح للولاية العامة!
وتصورنا - مثلا - ان يحتجوا على ترشيح «هيلاري كلينتون» لأنها سافرة ولم تراع القواعد الشرعية، وكذلك على «أوباما» المتنكر لدينه الإسلامي، ويطالبوا بإقامة حد «الردة» عليه، ويحتجوا على خفض الضريبة في أميركا وبناء الأبراج في «دبي» على اعتبار ان التطاول في البنيان منهي عنه! أو ان يحتجوا وبأثر رجعي على انشاء فرقة «البيتلز» وتمثيل «بريجيت باردو» ومقتل أو وفاة أو انتحار «مارلين مونرو» وأيضا بأثر رجعي، وان يحتجوا على وفاة «تورغوت أوزال» رئيس وزراء تركيا الأسبق ويطالبوا الحكومة التركية بفتح تحقيق!
كل ذلك تصورناه وتصورنا معه ان يقوم النواب الأفاضل بالاحتجاج على المخطط الهيكلي لـ «جزر القمر» وعلى تنظيم «غانا» لدورة كأس أمم أفريقيا، وعلى عدم التحام القارة الاسترالية ببقية شقيقاتها القارات الأخرى، وعلى زواج الرئيس الفرنسي «ساركوزي» من «صاحبته» الإيطالية!
ذلك ما نعرفه عن مجلس الأمة وتلك هي اختصاصاته، أما ان يقف ضد إزالة التعديات على أملاك الدولة التي يشغلها بعض المواطنين «الصالحين» بإقامة الدواوين عليها أو الجواخير أو المنشآت السكنية للعمال وبالإيجار والاستثمار المربح ودون الاستعانة بالمستثمر الأجنبي، فهذه «جديدة» و«قوية» على رأي «سعد الفرج»!