صالح الشايجي
مسيرة مريرة مر بها وطني الكويت، لست بصدد استعراضها كاملة، بل لاقفز الى ما نحن فيه اليوم، حاملا منجل الحصاد.
وطن ممزق، جملة بشعة، ولكنها تحمل حقيقة المرض الخبيث، كريه مكروه ولكنه حل بالجسد، فهل نسكت عنه، أم نعالجه؟!
الولاء الديني قفز على الولاء الوطني، رغم انهما ليسا في محل منافسة، فالوطن ارض، والدين اكبر من ذلك بكثير، معان سامية تتجاوز اقطار السموات والارض! فكيف لم تعقلوا ذلك ايها الكويتيون يا باعة وطنكم؟!
الحكومة تسمح للجمعيات الدينية وتسلمها مقاليد الأمور في البلاد، تعطيها ريشة الرسم الجديدة لترسم بها لوحة الكويت الجديدة!
هذه المنحة الحكومية لفئة دينية معينة «السنّة» وتحديدا «الاخوان المسلمون» استفزت الفئة الاخرى «الشيعة» فمثلما لكم دينكم لي ديني!
وخرج جانب من الولاء الشيعي من قمقمه، فمثلما لاولئك منبع ثرّ يغذي ويشبع ويغني من جوع، فإن «الامام» قد كبّر في «طهران» وأذّن في «قم»! وتوزع ولاء الكويت مجددا بين «بغداد» و«طهران» و«صدام» و«الخميني»! اين الكويت؟ لا كويت!
لم تكن «الدولة» تجد وقتا لزرع «الولاء» في نفوس ابنائها الكويتيين، كانت مشغولة بـ «حرب لبنان» و«حرب العراق» و«كامب ديڤيد» وتطبيب جراح «الاخوة الفلسطينيين» وتطييب خواطرهم!
كل ذلك كان على حساب الولاء الوطني! دولة شرذمت ابناءها ووزعت ولاءاتهم ومزقت ثوب الولاء مزقا مزقا ووزعته على طوائفها! فماذا كانت النتيجة؟!
هل اقامة «مجلس عزاء» في «البطل الشهيد عماد مغنية» هي النتيجة؟ نعم ولا لوم ولا تثريب ولا «شرهة» على من اقام مجلس العزاء! اليس فينا ومنا من يمجد «بن لادن»؟ اليس منا وفينا الناطق بلسان «القاعدة»؟ الا تضج اذاعاتنا الرسمية وتلفزيوناتنا وصحفنا ومنابر مساجدنا بالشحن العاطفي والحض على كره الآخر وتكفيره؟! ألم نتنكر لمن حرر بلادنا وارجعنا الى بيوتنا، انتصارا لاخواننا في «حماس» و«فتح» و«الجهاد الاسلامي»؟! الم يترحم البعض منا ويقم «مجلس عزاء» لـ «احمد ياسين»؟! ألم نقم المهرجانات الخطابية دعما لـ «حزب الله» في «نصره الالهي»؟! وألم.. وألم.. وألم؟! وألم يعتصر الفؤاد الكويتي ويبكي تراب هذه الارض التي والاها آباؤنا واجدادنا في فقرها، وتنكرنا نحن لها في غناها؟!
فرحون نحن بـ «بشاشة الديموقراطية» التي ارخصنا الوطن في سبيلها، وقدمنا الوطن قربانا رخيصا للآخرين في بلدانهم! ماذا نقول لدماء الشهداء الذين ماتوا كي نحيا، وكي يحيا الوطن؟!
هل نقول لهم: نسيناكم وانشغلنا عنكم بـ «احمد ياسين» و«عماد مغنية»؟!
انتهى.