صالح الشايجي
لم أتمن - قط - أن أكون «عمرو خالد» أو أشبهه في أي من سماته، لا في شكله ولا في ابتسامته المنصرفة الى لا شيء ولا أحد، ولا تقر ولا تستقر، ولا في صوته الناعم الذي يشبه بحباله الصوتية والسمعية والبصرية صوت المغني «نص نص» جواد الذي إن سمعته دون أن تراه ظننت أنه «اليسا» أو «نانسي»، أما إن سمعته وأنت ترى صورته، فيبادرك شك في أن «اليسا» أو «نانسي» قد تنكرت بزي رجل!
ولا أيضا أتمنى أن أشبه «عمرو خالد» في عباراته الممجوجة والسمجة والبلهاء الصفراء، التي ما ان يسمعها المرء حتى يطلب الإسعاف على الفور، خوفا من حالة تسمم مفاجئة، تصيب الغدة اللمفاوية والطحال والكبد والاثني عشري والقولون وبقية خلق الله في بطون خلق الله!
كل ذلك وغيره وكل ما ظهر به وبدا عليه «عمرو خالد» لم أتمنه لنفسي، لأنني - والحمد لله - عفيف شريف نظيف خفيف شفيف، لا أكذب ولا أتجمل ولا أتحمل!
ولم أتمن شيئا من «عمرو خالد» سوى بالأمس وحين عرفت مقدار «ثروته» من «الدعوة»، والتي تبلغ سنويا مليونين ونصف المليون من دولارات العم سام! وذلك ما نشرته صحفنا بالأمس نقلا عن نشرة «فوربس العربية» والخاصة بـ «الأغنياء» وأهل الثروة و«الدعوة»!
وبما أنني من حزب «يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس» فقد استعنت وبمجرد قراءتي لثروة «عمرو خالد» السنوية المنقولة وغير المنقولة، بالحاسب الآلي الذي ترجم لي «المليونين ونصف المليون» دولار، الى ما يقارب سبعمائة ألف دينار كويتي سنويا، وما يزيد على اثنين وعشرين ألف دينار شهريا، وقرابة الألفي دينار يوميا!
«بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن!» كل هذا المحصول الوفير، يأتي عن طريق «الدعوة» التي ظننا انها طريق شائك دونه «خرط القتاد، وادخال الجمل في سم الخياط»، كما يقول العرب!
لم أدر قبل ذلك ان طريق «الدعوة» مفروش بالدولارات الكثيرة، وان سماءها تمطر دولارات ملايينية، لم يحصدها «قارون» في حياته وهو الذي ضرب به المثل في الثروة!
وأتمنى من نشرة «فوربس» ان تقارن بين ثروة «عمرو خالد» و«عمرو دياب» و«عمرو موسى» حتى نعرف أي الطرق أكثر جلبا للثروة، هل هو طريق «الدعوة» أم طريق الغناء، أم طريق السياسة؟! وإن كنت متأكدا من أن طريق الدعوة هو الأكثر جلبا للثروة!
راحت عليك يا شيخ «شلتوت»! رحمك الله وغفر لك، وجزاؤك الجنة إن شاء الله!