صالح الشايجي
كلام العجائز والدراويش لا يصلح لأن يكون خطابا سياسيا تعتمده الدولة!
بعد مقتل «عماد مغنية» تردد على ألسنة رجال الدولة والوزراء في تصريحاتهم الرسمية بعض كلام العجائز والدراويش، وذلك أمر مخجل، يضعف هيبة الدولة ويدمغها بالتقصير الفج!
كلام مثل «هذي حوبة الكويت» و«هذا انتقام رباني للكويت»، وعبارات متطايرة هنا وهناك على الشاكلة ذاتها، تنبئ عن عجز في الفهم وفي التعاطي مع القضايا المصيرية والكبرى.
لقد حدثت جرائم «مغنية» في حق الكويت وأهلها منذ عشرين عاما ويزيد، والكويت ليست طفلة صغيرة بائسة يائسة يتيمة، لا أب لها ولا ناصر، ويداها عاجزتان وبدنها هزيل، لا تستطيع ان ترد كيد أعاديها، إلا بالدعاء عليهم وانتظار «الانتقام الإلهي» ولكنها هي دولة كاملة المقومات، بل فائقة المقومات والإمكانيات وتتوفر على ثروة تجعلها في مصاف الدول الأغنى في العالم، ولها جيش بكامل أعتدته وأسلحة وقوات أمنية، وسوق السلاح مفتوح لها على مصاريعه كلها، وهي عضو في المؤسسات الإقليمية والعربية والدولية كلها وترتبط مع دول العالم كلها بعلاقات واتفاقات، ولا ينقصها شيء سوى العزم وممارسة دور الدولة الحقيقية، لا ممارسة دور عجائز «العواير» و«شاي الضحى»!
فلماذا نامت هذه الدولة عقدين من الزمان ويزيد، حل خلالهما في العالم ما حل، بل حل بها هي - الكويت - ما حل من غزو واحتلال وتبعاتهما؟!
في يقيني ان الكويت «طوت صفحة مغنية» وهذا ما يؤكده الواقع، والخصومة الأساس كانت مع «حزب الله» الذي يتبعه «مغنية» ويأتمر بأمره، فماذا فعلت الكويت مع «حزب الله»؟! ألم تقدم له الورد والنياشين حتى قبل «انتصاره الإلهي»؟! ألم تبذل الكويت الغالي والنفيس وتقدم الهبات والعطايا و«باريس 1 و2 و3» للحكومة اللبنانية التي يشكل حزب الله احد أعمدتها؟!
لقد طالبت قبل سنوات بضرورة اعتذار «حزب الله» للكويت بعد موقف شهم وكريم وقفته الكويت مع ذلك الحزب، والذي لها معه ثأر، ولو ان «الحزب» فعل ذلك لقلنا ان صفحة الشر السوداء الملوثة بالدم الكويتي الأحمر قد طويت، لنفتح - بدلا منها - صفحة بيضاء جديدة تبلسم او تساهم في بلسمة جراح الماضي الأحمر! ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، لم يعتذر الحزب، ولماذا يعتذر وقد وجد الكويت تدق بابه وتقدم له المنّ والسلوى، وتبيت في حضنه؟!
لابد للحكومة ان تصحو وتنهض وتترك مقاعد «العجائز» وتنزع عنها رداء الدراويش.
استدراك: ورد في مقالة الأمس خطأ ان دخل «عمرو خالد» الشهري من «الدعوة» يبلغ اثنين وعشرين ألف دينار! والصحيح هو «ستون ألف دينار»! أعتذر عن الخطأ المحاسبي، و«اللهم زد وبارك»!