صالح الشايجي
أشفق على زملائنا كتاب الصحافة في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وأميركا وجميع الدول المتقدمة ومجموعة «الثماني الكبار» g.8!
أما سبب الشفقة عليهم، فهو ندرة المشاكل في مجتمعاتهم، خدماتهم التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية والسياسية كلها جيدة! إذن من أين يأتي زملاؤنا هناك بمادة لكتاباتهم، مادامت الأحوال عندهم «فوق النخل» و«ياالله من فضلك» و«ياالله لا تغير عليهم»! لذلك أنا أشفق عليهم و«يكسرون خاطري»!
على العكس منا نحن «العربان» فواحدنا عنده بدل المشكلة الواحدة ألف مشكلة يوميا، لذلك فإننا نكتب يوميا، وبينما زملاؤنا المحترمون في تلك الدول، لا يعرفون شيئا اسمه الكتابة اليومية! ثم انهم إذا كتبوا لا يتحولون الى فريقي «خلطة» واحد برئاسة «جرير» والآخر برئاسة «الفرزدق» إذا ما لاح في السماء البعيدة الصافية، شبح استجواب لـ «وزير» على خلفية «مخيمات الربيع» ولماذا هي على يمين الطريق وليست على يساره؟! أو لأن الوزير مر بالنائب المحترم ونسي ان يقول له «إمساك الله بالخير» وما الى ذلك!
هناك لا يعرفون نوابهم ولا وزراءهم - من حظهم - وليس عندهم مشاكل من نوعية مشاكلنا التي تتعلق بإزالة «الدواوين» المخالفة، لأنهم ما عندهم «دواوين» - عندهم بارات - كما ان نوابهم ليس لهم علاقة ببرامج التلفزيون لأنه ليست عندهم وزارات إعلام وبالتالي ليست عندهم تلفزيونات حكومية تمنع البرامج الحوارية وظهور النساء بغير حجاب، «لأن ما عندهم حجاب» وليس عندهم قانون «ضوابط للحفلات» لأن الحفلات عندهم على قارعة الطريق وعلى كل رصيف حفلة وفي كل بيت وناد ومسرح حفلة!
إذن ماذا يكتب زملاؤنا هناك، وكيف يتعيشون ويكسبون قوت يومهم؟! وبلدانهم خالية من المشاكل و«النجرة» و«الحنّة»، ومجلس وحكومة وديوان المحاسبة والمنطقة الحرة وديوان الخدمة المدنية ولجنة الطرق ولجنة حماية المال العام ولجنة الأم المثالية وجمعية معلمين وجمعيات تعاونية واتحاد الجمعيات التعاونية و«دعم العلف» وجمعية الطيارين وجمعية مهندسي الطيران واتحاد الكرة والأزرق «اللي خلوه بيزة ما يسوى» و.. و.. و..!
الحمد لله نحن بخير ونعمة ومشاكلنا لا تعد ولا تحصى، سوق رائج للكتابة والتذمر والترزق «الترزز»! و«مصائب قومنا فوائد عندنا»! و«ياالله لا تغيّر علينا»!