صالح الشايجي
لو قدّرنا ان للكويت جسدا بشريا فإنه ستكون في هذا الجسد البشري كف!
وكف الكويت هي اسهل كف يمكن قراءتها، لا تحتاج الى منجّم او ساحر او ضارب في الرمل، كي يقرأ خطوطها ويتنبأ بمستقبلها.
وكل ما حدث وأسفرت عنه شموس الايام واقمار الليالي، كان مكتوبا بخطوط عريضة في كف الكويت، كتبته الصحافة وتنبأ به اصحاب الأقلام، حيث لم يفاجئنا ما حدث من استقالة الحكومة ومن ثم حل المجلس.
وبناء على وضوح خطوط الكف الكويتية، فإننا ايضا نستطيع - وبكل وضوح - التنبؤ بما سيحدث مستقبلا، فالذين راهنوا - مثلا - على الدوائر الخمس - وانا منهم - ورفعوا شعار «نبيها خمس»، هم «كالمستجير من الرمضاء بالنار» فلا شيء سيتغير لا في المجلس المقبل ولا في الحكومة، الزارعة الشوك والحاصدة رماده!
ما سيحدث في ظل «الدوائر الخمس» هو اختفاء وجوه نيابية تقليدية كان ملعبها منطقة واحدة بأصوات معدودة محدودة، وستحل بدلا منها وجوه جديدة لن تكون خيرا من تلك الغائبة، بل هي اشد غلظة وقسوة علينا وعلى الفهم الديموقراطي الحقيقي، ولسوف نشهد في مقبل الأيام من رفع شعار الديموقراطية والدستور، وقد انقلب حاله وانكفأ واستدار استدارة كاملة ليعلن كفره بتلك الممارسات المقطوعة الصلة بالديموقراطية والدستور، وهو ما كنا نقوله نحن طوال السنوات الماضية.
إن «اعداء الديموقراطية» هم كعملاء مخابرات الدول الكبرى، والذين يُظهرون على الملأ عداءهم لتلك الدولة التي هم عملاء لها وفي السر يسعون لخير تلك الدولة وينفذون سياساتها، وعندنا من هذه النوعية التي تتصدى للدفاع عن الديموقراطية والدستور وتصف من يحاول نقد الممارسات النيابية بأنه «عدو للديموقراطية» من اجل تشويه الفهم الديموقراطي وخلط الاوراق، والدفاع عن سياسة الاستبداد والتعسف والجور تحت مظلة الديموقراطية الزائفة.
الخلاصة ان الحل ليس بـ «الحل الدستوري» وإعادة الطبخ على النار ذاتها، بل ان الحل يكمن في تقويض هذه المقومات والركائز التي تقوم عليها الحياة السياسية في الكويت، وليس غير ذلك من حل، إن كنا نسعى الى خير بلادنا.