صالح الشايجي
هذه فكرة قرأت تعليقا عليها في الصحافة المصرية، وأرى أنها تصلح أن أهديها لبعض إخواننا المرشحين الإسلاميين للانتخابات البرلمانية القادمة.
تقول الفكرة: إن أحد نواب البرلمان المصري وينتمي لجماعة «الإخوان المسلمون» قد أقام دورة لناخبيه في «تغسيل وتكفين الميت»! وهي للرجال والنساء، ولكن ليست بشكل مختلط، حيث تبدأ الدورة النسوية في السادسة مساء وتنتهي عند الثامنة، والرجالية تبدأ في الثامنة والنصف! ونلاحظ هنا الفارق الزمني «نصف ساعة» لمنع رؤية - لا اختلاط - الرجال للنساء أو العكس!
من ناحيتي أرى انها فكرة قيمة ويا حبذا لو تبناها أحد مرشحينا، فهي تصب في قلب العمل البرلماني والديموقراطي الصحيح! حيث إن ديموقراطيتنا كما نرى وكما عودتنا الحوادث والسوابق، قائمة على فكرة الموت لا الحياة، وكل ما قرره برلماننا من قرارات وتشريعات وقوانين هو لتنظيم حياة المواطن الكويتي بعد موته، لا أثناء حياته.
فمثلا قانون منع الاختلاط في الجامعات، هو ليس لصالح العملية التعليمية وحصادها في الحياة، ولكن لمساعدة المواطن الدارس وأخته في المواطنة والدراسة، على دخول الجنة من دون ذنوب!
وكذلك قانون الحفلات الذي يمنع الاهتزاز و«المكاء والتصدية» - أي التصفير والتصفيق - هو لمساعدة حضور الحفلات على ضمان خلوهم من المعوقات الشرعية لدخول الجنة! وهكذا تمضي بنا قوانين البرلمان وتشريعاته والتي تصب كلها في خانة «الموت» وما بعد الحياة، رغم أن الإنسان المواطن - بعد موته - يصبح مواطنا عالميا أو عولميا، حيث عند ساعة الحساب لا ينظر لجنس العبد ولا جنسيته، ولكن نوابنا الأفاضل يصرون على مسؤوليتهم عن ادخال المواطنين الكويتيين فقط الجنة!
فكرة دورة غسيل الموتى وتكفينهم، أفضل أسلوب دعائي انتخابي يناسب ناخبينا ومرشحينا ويتواءم تماما مع «عاداتنا وتقاليدنا» وأساليب حياتنا!