صالح الشايجي
أسهل الأمور هو توجيه اللوم الى الحكومة في كل ما يحدث من سلبيات في البلاد ومن ازمات تبدأ صغيرة ثم تكبر!
في أزمة «التأبين» كل وجه اللوم الى الحكومة، حتى الفرق المتضادة في مواقفها حول الموقف لامت الحكومة واتهمتها بالتقصير وانها السبب فيما حدث!
وفي ازمة «الانتخابات الفرعية» تم توجيه اللوم للحكومة أيضا، وهكذا تستمر الامور، حكومة مقصرة، عاجزة، متراخية وإلى آخره من اوصاف وصفات سلبية توصف بها الحكومة!
الاكتفاء بلوم الحكومة وإلصاق تلك التهم كلها بها، هو بحد ذاته قصور وعجز وتخل عن المسؤولية والقدرة على التشخيص والتحليل والمساهمة في تحريك امور البلاد سلبا او ايجابا.
الحكومة ليست كل البلاد، بل هي احدى المؤسسات في البلاد، اما المؤسسة الكبرى الاخرى والتي من المفترض ان تقود البلاد وتتصرف بحركتها، فهي «المجتمع المدني» بمكوناته وقواه كافة، هو الذي يملك مفاتيح البلاد وهو المتصرف والفاعل في شؤونها، فإن وقع ما وقع من سلبيات فإن توجيه اللوم يتم له والاتهام بالتقصير هو المسؤول عنه! ولكن لأن «المجتمع المدني» مغيب وغير موجود - أصلا - فإن الاتهام بالتقصير تتلقاه الحكومة، استنادا الى تراثنا في اللوم والشكوى الدائمة، وظهر الحكومة يحمل ما لا تحمله الجبال الشم، لذلك وبما اننا لابد ان نلوم ونشكو ونتذمر فليس هناك من يتحمل شكاوانا سوى الحكومة.
قد تعتقد الحكومة ان وجود مجتمع مدني قوي وفاعل يقلل من أهميتها ويسحب منها بعض صلاحياتها، لكن العكس هو الصحيح، لان المجتمع المدني القوي سيفرز حكومة قوية، فمكونات تلك الحكومة ستكون منه، وبالتالي سيكون هناك تساو في القامة وفي القوة.
انا ألوم المجتمع، الناس، وأوجه اللوم لهم لانهم تخلوا عن ادوارهم ومارسوا السلبية في ابشع صورها وتخلوا عن دورهم في بناء مجتمعهم وأوكلوا الأمر كله للحكومة، ليسهل عليهم لومها واتهامها بالتقصير!