صالح الشايجي
ما الذي يمنع الحكومة من أن تكون قوية؟!
ما الذي يمنع كل وزير أن يكون قويا في استخدامه لصلاحياته الخاصة بوزارته وبدوره السياسي؟!
ما الذي يمنع كل فرد من أبناء الشعب من أن يكون قويا؟!
في ظل الدستور وحمايته، لابد أن يكون الجميع أقوياء ماداموا يسيرون على درب الدستور المستقيم، فلا يزلّون أو يخرقون. ولكن لأن الاعتداء على الدستور قد تم مبكرا ومبكرا جدا ومنذ المجلس الاول وقضي عليه في مهده الصغير وفقد هيبته وبقي مجرد أوراق مائية لا تحفظ حرفا ولا تختزن نقطة، لذلك فإن الجميع صاروا ضعفاء!
الحكومة صارت ضعيفة لأنها تحس أنها بلا حماية دستورية، ولأنها أيضا لا تحتمي بالدستور خوفاً من أن يستعمل ضدها في حين من الدهر، لذلك ساهمت بتغييبه ولعبت خارج ملعبه.
مجلس الأمة حمل سكاكينه وعلى مدى ادوار انعقاده كلها وشق بطن الدستور وأخلى أمعاءه وحنّطها، لأنه في ظل الدستور لن يثري من كان على «باب الكريم» وعلى معاش الوظيفة والذي ترشح من أجل أن يجني الاموال ويبني القصور ويؤسس الشركات ويلعلع كل صبح وعشية متحدثا عن الفضيلة والدستور الذي احتكر البعض حمايته من «التعديل» فقط، وكأنما التعديل هو الاعتداء الوحيد على الدستور المظلوم المسكين.
وهذا هو واقع الحال والذي جعل الجميع ضعفاء وبدون ظهر يحميهم، الكل يخاف من الدستور لأنه يتضارب مع مصالحه! كل ما يتم في البلاد هو اعتداءات متكررة على حياة الانسان فيها، والقانون أو «الدستور» لا يحمي المغفلين كما يقال، ولكن من قال إننا مغفلون!