Note: English translation is not 100% accurate
الشاطر هرب.. و«الشطار»؟
الثلاثاء
2006/10/10
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1844
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
من جملة مضحكات هذه البلاد ومن اعاجيبها المحزنات المضحكات المبكيات، والتي لن تحدث الا في بلادنا المحمية بالأميركان ودعاء الرحمن، تلك القصة الطريفة الظريفة عن ذلك المحاسب في «جمعية إعانة المرضى» الذي استطاع الاستيلاء على ما يزيد على ثلاثة ملايين ونصف المليون دينار، لا بيوم وليلة بل بألف يوم ويوم أو الف ليلة وليلة!
انا ـ شخصيا ـ أبارك لذلك المحاسب تلك الملايين، وحلال بلال عليه لا حرام ولا زقوم وعساه ان يتمتع بها هو ونسله وذريته حتى آخر من تلفظه ارحام نسله الاناث، وابدي اعجابي به، واعلن موالاتي له، ولو كنت محاميا لتكفلت بالدفاع عنه لوجه الله تعالى اومقابل بعيض من مئات آلاف من ثروته الطارئة.
اما سبب الاعجاب والدفاع والتباهي به وموالاته، فهو لأنه عرف كيف تؤكل الكتف، والعيب ليس به، بل بنا نحن «المدمّغين» الغافلين المخدّرين النائمين على وسائد الاحلام والنية الحسنة وتصديق الاشرار والانخداع بمعسول الكلام والمغسولة ادمغتنا من لوث المعرفة أو الفطنة.
جمعية اسمها «إعانة المرضى» فمادمنا قد اقررنا بوجود جمعية تحمل هذا الاسم، فلابد لنا اذن الا نفاجأ ان سُرقت!
وجمعية بهذا الاسم الوهمي والعمل الشفهي تتلقى تبرعات تبلغ ملايين لاشك انها مجهزة بالكامل للسرقة، ومادام عندنا ناس «فلوسهم زايدة» واموالهم لاتغطيها الشمس، ويجلسون على قارعة الانتظار بانتظار اول داع او داعية للتبرع حتى يحلوا الكيس وينثروا اموالهم على هذه الجمعية او تلك الهيئة، فعلينا ألا نستغرب حينما تسرق هذه الجمعية اوتلك الهيئة.
كنت لغفلتي وحسـن ظني اعتــقد ان هذه الجمــعية لا عمل لها سوى رص الآيات والاحاديث والادعية في غرف المرضى، وأنها جمعية وهمية مكونة من دراويش وانها مفلسة مالياً، ولكن نيتها حسنة تجاه المرضى الذين تمارس دورها بشفائهم بتلك الادعية، حتى تفاجأت بذلك الخبر السعيد المضحك، خبر سرقة «الجمعية».
واذا ما جعلنا الجد محل المزاح فإنني ادعو اخوتي الكويتيين لعدم التبرع الى اي جهة كانت، لأن أي جهة تتلقى اموالهم هي عرضة لان تكون ضحية محاسب شاطر يلطش الفلوس ويظهر هو بالصورة، اما الاكثر شطارة فهم اولئك الشطار الذين لا يظهرون بالصورة، وهم الاهم لا ذلك المحاسب المسكين.
اقرأ أيضاً