صالح الشايجي
ليس المال وحيازة المناقصات وتنفيع الأقارب والأحباب، هو الدافع الوحيد الذي يؤدي بالبعض الى ترشيح أنفسهم في الانتخابات العامة، سواء منها جمعيات النفع العام أو الجمعيات التعاونية وما إلى ذلك، وصولا الى المجالس العامة كالبلدي والأمة! بل ان ثمة مصالح أخرى قد تكون سببا في ترشيح البعض لأنفسهم في تلك المجالس، وعلى رأسها مجلس الأمة.
البعض لديه من المال ما يكفيه ويكفي أجيالا وأجيالا من ذريته ويزيد، وهو غني غنى فاحشا، وليس بحاجة الى مزيد من المال، ولكنه يسعى الى عضوية المجلس من أجل ما يسمى بـ «الوجاهة الاجتماعية» أو «البرستيج» والسلطة، حيث ان المال بلا سلطة أعرج وكسيح، فتجيء السلطة لتكون له «عكازا» يستند إليه ويعينه.
وإذا ما أضيفت السلطة إلى المال جعلت له هيبة ولسانا ويدا طويلة تمتد إلى أماكن كانت قاصرة عن بلوغها دون سلطة.
البعض أيضا يرى أنه مهمّش اجتماعيا ووظيفيا وعلميا وثقافيا، وعادة ما يرافق أصحاب هذا الإحساس نوع من الطموح لتحسين الوضع، ولديهم القدرة على ذلك بما يملكون من مواهب، مثل القدرة على الحديث والإقناع، والتواصل مع الناس وتنمية العلاقات الاجتماعية والصداقات وزيارة الدواوين باستمرار، وإتقان القيام بالواجبات الاجتماعية مثل العزاء والأعراس، أو ما يسمى بـ «النفاق الاجتماعي»! وهذا البعض يجد في انخراطه في المجالس المنتخبة خلاصا له من ذلك المأزق الاجتماعي الحرج الذي يعاني منه، حيث إنه إذا ما انتخب وصار عضوا في المجلس، فإن مشاكله النفسية والاجتماعية كلها ستنتهي، وسيتغير حاله من حال إلى حال، ومن «أسود» إلى «أبيض»!
إذن ليس المال وحده هو السبب الذي يدفع بعض المرشحين للترشح للمجالس المنتخبة، فثمة أسباب أخرى قد تكون أكثر ضغطا من المال تدعو إلى ذلك!