صالح الشايجي
من باب الحب والاشفاق على «سيداتي آنساتي سادتي» المرشحين والمرشحات، فإنني أتمنى لهم جميعا ودون استثناء، ألا يصلوا الى مقاعد مجلس الامة، وان تكون نتيجة الانتخابات «صفر الكل» بلغتنا القديمة، او «صفر - صفر» حسب اللغة الرياضية الحديثة!
المرشحون جميعا انفقوا كثيرا من الاموال، وبذلوا جهدا بدنيا خرافيا يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم، وجيروا ساعات يومهم كلها للانتخابات، بين ندوات ولقاءات صحافية وتلفزيونية، وزيارات الدواوين، والاضطرار لشيء من النفاق الاجتماعي متمثل في التهاني والتعازي وعيادة المرضى، والمجاملات والابتسامات ونثر الكثير من السلامات!
وهذا كله اهون من الشقاء القادم اذا ما حلوا في مجلس الامة نوابا عن الامة يذودون عن مصالح الامة ويؤدون اعمالهم بالامانة والصدق!
هناك يكمن الشقاء الحقيقي والتعب وبذل الصحة وهدر العافية وبرء اللسان والمداورة والمناورة والمماحكة والمسايرة والمشاجرة، وغض عين هنا وبحلقتها هناك: فـ «عين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا»!
طوابير من الناخبين وصفوف متراصة تحملها حافلات مؤللة، بقيادة السيد النائب - تسديدا للفواتير - تتنقل من «البلدية» الى «التربية» الى «الصحة» الى «الاشغال» الى.. الى.. الى!
وظف، انقل، ارفع، نزل، اكسر القانون لاجل عيني الناخب الكريم الذي لولا صوته لما كنت انا هنا! هذا ما سيقوله السادة المرشحون - حاليا - النواب لاحقا، للوزراء والمسؤولين، والا فإن سيف «الاستجواب» «سيشهر الآن الآن وليس غدا»!
لذلك كله فأنا اشفق على السادة المرشحين من النجاح ومن تمثيلهم للأمة لما في ذلك من عناء ظاهر وغثاء باطن، وما يشكل من خطر على صحتهم، حماهم الله وأدام عليهم نعمته واطال في اعمارهم، حتى يترشحوا للمجلس المقبل في النصف الثاني من هذا العام، بعد ان يتم حل مجلس 17/5/2008 والذي ثبت عدم صلاحيته بسبب ما يعانيه اعضاؤه من قلة النوم والارهاق والتشتت الذهني والانحباس الصوتي! او لأنه «لم ينجح احد»!