صالح الشايجي
لا اظن ان الذين راهنوا على ديموقراطيتنا سيهنأون بما راهنوا عليه وفرحوا به، فكل ما حملته انتخابات امس الاول وألقت به في قلب البرلمان، هو ذاته ما حملته رياح انتخابات 2006 والتي هي نسخة من سابقاتها.
لسنا بحاجة الى ذكاء لنقرأ نتائج الانتخابات قبل اجرائها ومن ثم فرزها، ونحن هنا لا نقصد الاشخاص والاسماء والذين نكن لهم كامل التقدير والاحترام، ولكننا نقصد ان مخرجات العملية الانتخابية وافرازاتها هي متشابهة الى حد التطابق وانها كلها تصب من المنبع نفسه وتستقي من المورد ذاته.
سواء كانت دوائرنا خمسا وعشرين او عشرا او خمسا او حتى واحدة، فإن ذلك لن ينفع في علاج ديموقراطيتنا، فهي طريحة مرض عضال لا يرجى برؤه ولا شفاؤها منه.
ان المكونات الاجتماعية لجموع الشعب الكويتي، لا تملك الا ان تفرز مثل هذا الفرز، ومثل هذا الفرز لن يصلح حال البلاد ان لم يكن ضارا بها ولها، ولن يأخذ البلاد الى الاعلى ولن يخطو بها خطوة الى الامام، بل ان العكس هو الصحيح، وما افرزته انتخابات امس الأول من مكونات للمجلس الجديد يؤكد ان المستقبل، وفي ظل هذا المجلس لا يبشر بالخير، بل يعد بكثير من الازمات! فالذين افرزتهم الانتخابات الفرعية لن يتسامحوا مع الحكومة وسيبدأون رحلة الثأر منها نتيجة ما عانوا من عسف حكومي بحقهم - كما يعتقدون - والحكومة ستبقى عاجزة لان القانون لن يسعفها، بل ربما لجأت الى استرضائهم بالتوزير ليصبح خصم ما قبل الانتخابات حبيبا بعدها!
وكل ما عجز المجلس السابق عن تحقيقه من قوانين وتشريعات متخلفة، سيجد امامه اشارات خضراء وطرقا سريعة وممهدة كي يمر في ظلال المجلس الجديد، بل ان قوانين وتشريعات صادمة واكثر تخلفا ستجد المجلس الجديد يمهد الطريق لعبورها السريع.
وهذا ما تنبئ به نتائج الانتخابات التي احتكرها المحافظون والاسلاميون وعلت فيها اسهم السلف، ولن تجدي - مع هذا المد السلفي - تلك الاصوات المعارضة لذلك التوجه والمتناثرة هنا وهناك!
اذن فإن كل ما يحمله المجلس الجديد لنا لا يبشر بخير ولن يبشر به! وما علينا سوى الحزن علينا وعلى بلادنا!