صالح الشايجي
لعل النكات والتعليقات اللاذعة التي تبادلها الكويتيون في أعقاب صدور نتائج انتخابات مجلس الأمة، على شكل رسائل قصيرة حملتها هواتفهم الجوالة، تعتبر استفتاء حقيقيا وتعبيرا أبداه الكويتيون عن رأيهم في مجلسهم المقبل! وهي على كل حال تعليقات سلبية غير مرحبة بتشكيلة المجلس!
ومن النكات أو التعليقات، تلك التي تقول: لو ان انتخابات جرت في «قندهار» ما أفرزت «مطاوعة» بهذا القدر!
بالتأكيد فإنه لا الحكومة ولا المجلس، ستهتز لهما شعرة واحدة جراء تلك التعليـقات، بل ان الحكومة سترحـب بـ «مجلسها» الجديد وستسعى الى حضنه والتبرك به، وكذلك فإن المجلس سيغالي في طلباته وسيشحذ سكاكينه ويصقل سيوفه ويسلها وسيدرب لسانه على القول الجريء والخطابة الرنانة والارتقاء فوق تلال الكلمات.
«وافق شن طبقه» هو ما سوف ينطبق على المجلس والحكومة، أو «هيك حكومة بدها هيك مجلس» و«هيك مجلس بدّه هيك حكومة».
الكويتيون مصابون بحالة إحباط نتجت عنها حالة تشاؤم إزاء مستقبل بلادهم، وهذا هو أخطر ما يصيب الشعوب والذي من شأنه ان يؤثر في علاقة المواطن ببلده! من حق الحكومة ان ترد على مثل هذا القول، بعدم مسؤوليتها عن تركيبة المجلس الجديد، بل هو الاختيار الشعبي الذي ركّب المجلس بمثل هذه التركيبة! وهذا الكلام صحيح وليس هو محل جدل أو نقاش، ولكنه بالمقابل يقتضي ان تكون الحكومة مستعدة لمجلس السيوف والسكاكين والحناجر و«صه» و«ثكلتك أمك» و«اغرب عن وجهي»، وان عليها - الحكومة - ان تعد أسلحتها الأكثر حداثة وحدة من أسلحة هذا المجلس، وان تضم اليها وزراء منبريين يهزمون خطباء «سوق عكاظ» وشعراءه، لأن «الحكي» هو أهم مقومات السياسة، وهذا - مع الأسف - ما يفتقده وزراء حكوماتنا الذين بينهم وبين اللغة والقدرة على الخطابة عداوة متأصلة، يستعيضون عنها بتخليص معاملات النواب وتسيير أمورهم.
نريد حكومة تحمينا من المجلس وشروره وهي كثيرة!
يا ساتر!